للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَوائِكَها، وما أشبه ذلك. ومنه ما أنشده. سيبويه للكميت (١):

شُمٍّ مَهَاوِينَ أبْدانَ الجَزُورِ مَخَا

مِيصِ العَشِيَّاتِ لا خُورٍ ولا قَزَمِ

وأنشد أيضا لطرفة بن العِبِد (٢):

ثُمَّ زَادُوا أنَّهْم في قَوْمِهمْ

غُفُرٌ ذَنْبَهُمُ غيرُ فخُر

والتثنية وجمع السالم في ذلك أَبْيَنُ

وقوله: حَيْثُما عَمِلَ)) جملة شرطية حُذف جوابها لدلالة ما تقدم عليه.

و((في الحكم)) متعلق بـ ((مِثْلَهُ)) أي مُماثِلاً في الحكم والشروط. ثم قال:

وَانْصِبْ بِذِي الأعْمالِ تِلْواً واخْفِضِ

وهُوَ لنَصْبِ ما سِوَاه مُقْتَضِي


(١) الكتاب ١/ ١١٤، وابن يعيش ٦/ ٧٦، والخزانة ٨/ ١٥٠، والعيني ٣/ ٥٦٩، والهمع ٥/ ٨٩، والدرر ٢/ ١٣١. وشُمٍّ: جمع أشم، وهو ارتفاع في قصبة الهواء مع استواء أعلاه. ويكنون به عن العزة والأنفة. ومهاوين: جمع مهوان، مبالغة في (مهين) والبدن: جمع بدنة، وهي الناقة المسَّمنة المتخذة للنحر، وكذلك الجزور. ويروى ((أبداء الجزور)) جمع بَدْء، وهو أفضل الأعضاء. يريد أنهم يسمنون الإبل لينحروها للأضياف. ومخاميص: جمع مِخْماص، وهو الشديد الجوع. ومعناه أنهم يؤخرون العشاء انتظارا لضيف يطرقهم، فبطونهم خاوية في عشياتهم لتأخر الطعام عنهم. والخور: جمع اخور، وهو الضعيف. والقزم-بالتحريك- رذال الناس وسفلتهم، وقبل البيت:
يَأوْيِ إلى مجلسٍ بادٍ مكارمُهم لا مُطمِعِي ظالمٍ فيها ولا ظُلُمِ
(٢) الكتاب ١/ ١١٣، والجمل ١٠٦، ونوادر أبي زيد ١٠، وابن يعيش ٦/ ٧٤، ٧٥، والخزانة ٨/ ١٨٨، والعيني ٣/ ٥٤٨، والتصريح ٢/ ٦٩، والهمع ٥/ ٨٨، والدرر ٢/ ١٣١، والأشموني ٢/ ٢٩٩، وديوانه ٦٨. ويروى ((فُجُر)) بالجيم. وصف قومه بأنهم زادوا على قبيلتهم بأنهم يغفرون ذنوبهم بالعفو والصفح، وأنهم لا يفخرون بما أسدوا من صنيِع ستراً لمعروفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>