للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المؤلف في ((الشرح (١))): وهذا عندي تكلُّف. قال: وإنما ذَكر سيبويه هذا البيت شاهدا على أن (فاعلا) قد يعُدل به إلى (فَعِيلٍ) و (فَعِلٍ) على سبيل المبالغة، كما يُعْدل به إلى (فَعَّالٍ) و (فَعُولٍ) و (مفعْالٍ) فذكر البيت لاشتماله على ((كَلِيلٍ)) (٢) المعدول عن (كَال) وعَمِلٍ المعدول عن (عامِلٍ) ولم يَتَعرَّض للإعمال.

قال (١): وإنما يُحتج له في ثبوت إعمال (فَعِيلٍ) بقول العرب: ((إن الله سَميعٌ دعاءَ مَنْ دَعاه)) رَواه الثقات. وأنشد محتجاً قولَ الشاعر (٣):

فَتَاتَانِ أَمَّا مِنْهُما فَشَبِيهَةٌ

هِلاَلاً وأُخْرىَ مِنْهُمَا تُشْبِهُ الْبَدْرَا

وقد ذهب بعضهم غلى أن سيبويه لم يَأْتِ بالشاهد إلا على إمكان أن يكون من الباب، وإنَّما الدليلُ على إعمال (فَعِيلٍ) كونُه أتى للمبالغة بمنزلة (فَعُولٍ) و (فَعَّالٍ) فَلْيكن مثلَه في العمل، كما كان مثلَه في المعنى.

والخامسة: أن إتيانه بالأمثلة الخمسة دون زائدٍ دليلٌ على أن هذا العمل مُقْصَرٌ به عليها، فلا يُلحق غيرهُا بها.

وهذا رأي الجماعة، وزارد بعض النحويين فيها (فِعِّيلاً) فقال: أقول: هذا شِرِّيبٌ العسلَ، لأن (فِعِّيلاً)، للمبالغة كشَرَّاب، فكما عمل (فَعَّال) باتفاق فَلْيَعمل (فِعِّيلٌ) كذلك.


(١) ورقة (١٥١ - ب).
(٢) في نسخ الكتاب ((لاستعماله كليلا)) وما أثبته من شرح التسهيل.
(٣) شرح التسهيل (ورقة ١٥١ - ب) والعيني ٣/ ٥٤٢، والأشموني ٢/ ٢٩٧ وينسب إلى عبدالله بن قيس الرقيات. و ((فتاتان)) خبر لمبتدأ محذوف، تقديره ((هما)) و ((منهما)) صفة لمبتدأ محذوف تقديره ((واحدة)) و ((شبيهة)) خبره.

<<  <  ج: ص:  >  >>