للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَلَمْ أُخْبِرْكُمَا خبراً أتَانيِ

أبو الكسَّاحِ جَدَّبه الوَعِيدُ

أتانِي أنهم مَزَقُونَ عِرْضِي

جِحَاشُ الكِرْمِلَيْنِ لَهُمْ فَدِيدُ

فـ (مَزِقٌونَ) جمع (مَزِق).

وأما ((كَلِيلٌ مَوْهِناً (١))). فقالوا أيضاً: لا شاهد فيه، لأن ((مَوْهِناً)) ظرف، والكِلَيل هو الَبْرق الضعيف، من: كَلَّ يَكِلُّ، وهو لا يتعدَّى. والمَوْهِنُ: الساعة من الليل.

وأجيب بأن معناه: مُكِلًّ، لا كَالٌّ، كعذابٍ أليمٍ، وداءٍ وجَيِعٍ، وداعٍ سميعٍ، قال (٢):

* أَمِنْ رَيْحَانةَ الدَّاعِي السَّمِيعُ *

و((المَوْهِنُ)) منصوب على المفعول به اتِّساعا، بدليل قوله: ((وباتَ اللَّيْلَ لم يَنَمِ)) فوَصفه بالدوام، وذلك مُنَاقِض لكونه ضعيفا.


= ... وفي (س) وحاشية الأصل ((جَرَّبه)) وفي (البلدان) ((يُرْسِل)) والوعيد: التهديد، ولا يكون إلا في الشر، عكس الوَعْد. ومزقون. من المزق، وهو شق الشيء. وعرض الرجل: جانبه الذي يصونه ويدافع عنه، من نسب وحسب وخلق. والجحاش: جمع جحش، وهو ولد الحمار. والكرملين: اسم ماء في جبل طئ. ِ والفديد: الصياح والتصَويت. يقول: إن هؤلاء القوم عندي بمنزلة الجحاش التي تنهق عند ذلك الماء، فلا أعبأ بهم.
(١) يعني بيت ساعدة بن جؤية السابق.
(٢) ابن الشجري ١/ ٦٤، ٢/ ١٠٦، والخزانة ٨/ ١٧٨، والأصمعيات ١٧٢، والأغاني ١٤/ ٣١، وهو لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، وعجزه:
* يُؤَرِّقني وأصحابي هُجُوعُ *
وريحانة: اخت الشاعر أو زوجته. والداعي: يريد به الشوق الداعي. والسميع: المسمع. ويؤرقني: من الأرق، وهو امتناع النوم. وهجوع: جمع هاجع، وهو النائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>