للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضاً إن كان ما تقدَّم من السماع محتملاً فيه (١) تقديرُ الفعل فلا يصلح في كل موضع.

فقوله: ((ضَعِيفُ النِّكَايةِ أَعْدَاءَهُ (٢))) معناه، على أن ((أعداءه)) معمول ((النِّكَاية)) لأنه أبلغ في الهجاء من أن يريد ضَعْفَ النكايةِ مطلقا. هكذا قالوا.

وكذلك قول الآخر (٣):

لَحِقْتُ فًلْم أَنْكُلْ عن الضَّرْبِ مِسْمعَا

إن كان يؤوَّل على أن ((مِسْمَعاً)) معمول ((لَحِقْتُ)) فقد روى ((كَرَرْتُ)) ولا يصح أن يُحمل على حذف الجار؛ كانه قال: كررتُ على مِسْمع، إذ لا يصح الحمل على ذلك إلا لضرورة.

وتقدير الفعل في الموضعين خلافُ الظاهر. ورَدَّه المؤلف أيضا بأن النصب قد جاي فيما لا يمكن فيه تقدير الفعل، وذلك نحو قول كُثَيِّر عَزَّة (٤):


(١) في الأصل، و (ت) ((ففيه)) والصواب ما أثبته من (س).
(٢) عجزه:
* يَخالُ الفِرارَ يُراخِي الأجل *
وقد تقدم.
(٣) هو المرار الفقعسي، أو مالك بن زغبة الباهلي، وصدره
* لَقَدْ عَلِمتْ أولى المُغِيرةِ أَنَّني *
وقد تقدم.
(٤) شرح التسهيل للناظم (ورقة ١٥٧ - ب) وديوانه ١٧٣.
وعُنفوان الشيء: أوله، ويقال: هو في عنفوان شبابه، أي في نشاطه وحدته. والأشياع: جمع شيعة، وهم الأتباع والأنصار والصبابة: الشةق أو رقته. ويروى ((الضلالة)).
يقول: تلوم رجلا مازال في مطالع الشباب على أن يلهو ويتلذذ بالحياة مع أصحابه، مع أن ترك اللهو مع هؤلاء له وقت معين.

<<  <  ج: ص:  >  >>