للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بانصرافهم، ثم قيامه في وقعة شَقْحب (١) المشهورة سنة اثنتين وسَبْع مئة، واجتماعه بالخليفة والسُّلْطان، وأرباب الحَلِّ والعقد، وأعيان الأمراء، وتحريضه لهم على الجهاد (٢)، ومَوْعظته لهم، وما ظهر في هذه الوقعة من كراماته وإجابة دُعَائه، وعظيمِ جهاده، وقوَّة إيمانه، وشدَّة نُصْحه للإِسلام، وفرط شجاعته، ثم توجهه بعد ذلك في آخر سنة أربع لقتال الكِسْروانيين وجهادهم، واستئصال شأفتهم، ثم مناظرته للمخالفين سنةَ خمسٍ في المجالس التي عُقِدَتْ له بحضرة نائب السلطنة الأفرم (٣)، وظهوره عليهم بالحُجَّة والبيان، ورجوعهم إلى قوله طائعين ومكرهين، ثم توجهه بعد ذلك في السَّنَة المذكورة إلى الدِّيار المِصْرية صحبة قاضي الشَّافعية، وعَقْد مجلس له حين وصوله بحضور القُضَاة وأكابر الدَّوْلة، ثم حبسه في الجُبِّ بقلعة الجبل، ومعه أخواه سنةً ونصفًا (٤)، ثم خروجه بعد ذلك، وعقد مجالس له ولخصومه وظهوره عليهم، ثم إقرائه للعِلْم وبَثِّه ونَشْره، ثم عقد مجلس له في شَوَّال من سنة سبع لكلامه في الاتِّحادية وطعنه عليهم، ثم الأمر بتسفيره إلى الشام على البريد، ثم رَدِّه من مرحلةٍ وسجنه بحَبْس القُضَاة سنةً ونصفًا، وتعليمه أهلَ الحَبْس ما يحتاجون إليه من أمور الدِّين (٥)، ثم إخراجه


(١) من ضواحي دمشق، قرب الكسوة، انظر "البداية والنهاية": ١٤/ ٢٣ - ٢٦، و"النجوم الزاهرة": ٨/ ١٥٩ - ١٦٥.
(٢) في الأصل مكررة "وتحريظه [كذا] لهم على الجهاد".
(٣) انظر "البداية والنهاية": ١٤/ ٣٦ - ٣٧، و "العقود الدرية": ١٩٧ - ١٩٨، ٢٠٣ - ٢٤٨.
(٤) "العقود الدرية": ١٩٧ - ١٩٨، و"البداية والنهاية": ١٤/ ٣٨.
(٥) "العقود الدرية": ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>