[٣٤١٤] ومنه حديث عمران بن حصين -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا رقية إلا من عين أو حمة) المعنى أي: لا رقية أنفع وأجدى من الرقية للمعيون والملوع، ولم يرد نفي الرقية فيما سوى الأمرين، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يرقي أصحاب الأوجاع وذوي الأمراض بكلمات الله التامات، وآياته المنزلات المباركات.
[٣٤١٧] ومنه حديث الشفاء بنت عبد الله القرشية العدوية -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها وهي عند حفصة (آلا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتها الكتاب) يرى أكثر الناس أن المراد من النملة ههنا هي التي يسميها المتطيبون الذباب. وقد خالفهم فيه الملقب بالذكي المغربي النحوي فقال: إن الذي ذهبوا إليه من معنى هذا القول شيء كانت نساء العرب تزعم أنه رقية النملة، وهو من الخرافات التي كان ينهى عنها، فكيف يأمر بتعليمها إياها، وإنما عني برقية النملة قولاً كن يسمينها رقية النملة وهو قولهن: العروس تنتعل، وتختضب وتكتحل، وكل شيء [تنعل] غير أنها لا تعصي الرجل. فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا المقال تأنيب حفصة والتعرض بتأديبها، حيث أشاعت السر الذي استودعه إياها، على ما شهد به التنزيل، وذلك قوله تعالى} وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً {الآية. على هذا المعنى نقله الحافظ أبو موسى -رضي الله عنه- في كتابه.
قلت: وإن يكن الرجل متحققا بهذا اللغز، عارفا به من طريق النقل، فالتأويل ما ذهب إليه.
[٣٤١٨] ومنه قول عامر بن ربيعة في حديث سهل بن حنيف (ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة) المخبأة: الجارية المعصر التي لم تتزوج بعد؛ لأن صيانتها أبلغ من صيانة المتزوجة.