قال الأصمعي: هي ما تحبب المرأة إلى زوجها. وقال ابن الأعرابي: يقال: إن فلاناً لذو ثولات: إذا كان ذا لطف وتأن حتى كأنه يسحر صاحبه.
وفبه (وكانت عيني تقذف) على بناء المجهول أي: ترمي بما يهيج الوجع. ويدل على هذا المعنى قولها: فإذا رقاها سكنت، يحتمل أن يكون على بناء الفاعل أي: ترمي بالرمص والماء من الوجع، ولا أحقق أحد اللفظين من طريق الرواية، إلا هو أكبر ظني.
[٣٤١١] ومنه حديث جابر -رضي الله عنه (سئل -النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النثرة .... الحديث) النشرة: ضرب من الرقية والعلاج، يعالج بها من كان يظن به مس الجن، وسميت نشره؛ لأنهم كانوا يرون أنه ينشر بها عن الملموس ما خامره من الداء قال جرير:
أدعوك دعوة ماهوف كأن به .... ما من الجن أو ريحاً من النثر
قلت: وفي الحديث (فلعل طباً أصابه) يعني سحراً (ثم نشره بقل أعوذ برب الناس) أي: رقاه. ونشره أيضاً: إذا كتب له النشره، وهي كالتعويذ والرقية، فعلمنا بذلك أن النشرة التي قال فيها: إنها من عمل الشيطان، إنما أراد به النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به، ويعتقدون فيه.
[٣٤١٢] ومنه حديث جابر -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما بالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقاً أو تعلقت تميمة) الترياق بكسر التاء: دواء السموم، وإنما تنزه عن شربه لما فيه من الدواء الخبيث، وأما التميمة فأنها في الأصل خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم ينفون بها العين بزعمهم. وقد اتسعوا فيها حتى سموا بها كل عوزة. وفي الحديث:(التمائم والرقى [١٤٢/أ] من الشرك) فعلمنا أن المراد به منها ما كان من تمائم الجاهلية ورقاها، على ما بين في غير موضع، فأما القسم الذي يختص بأسماء الله وكلماته، فإنه غير داخل في جملته، بل هو مستحب مرجو البركة، عرف ذلك من أصل السنة، لا ينكر فضله وفائدته.