للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينبغي إذا دخلها أن يخر ساجدًا حيال الجذع الملصق بحائط الكعبة، ثم يرفع رأسه ويقعد، فيدعو ثم يقوم فيصلي ركعتين ويقوم فيدعو ويستغفر ويسبح الله ويحمده ويهلله ويكبره، ثم يأتي والمستقبل من الكعبة، فيضع وجهه عليه، ويدعو ويستغفر ولا يرفع رأسه إلى سقف البيت ولا يطوف إلا نحو الأرض تعظيمًا لله وحياء منه. ويأتي نواحي البيت فيدعو ويستغفر، ثم يخرج. ويأتي الملتزم ويضع وجهه عليه، ويدعو ويستغفر. ومن لا يمكنه دخول البيت دخل الحجر، فإن النبي أخبر أن الحجر من البيت. ولا ينبغي أن يؤخذ من كسوة الكعبة، فإنه يهدي إليها ولا ينقص منها شيئًا.

روي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يكره أن يؤخذ من طيب الكعبة يستسقي به، وكان إذا رأى الخادم يأخذ منه قذفها قذفة لا يألو أن يرجعها. وقال عطاء كان أحدنا إذا أراد أن يستسقي به جاء بطيب من عنده ثم مسح به الحرام، ثم أخذه.

ومن قدم مكة من حاج أو معتمر، فلا ينبغي له أن يخرج منها حين يقرأ القرآن قال: الحسن وإبراهيم كانوا يحبون ذلك ونفحهم. وقال أبو مخلد: كان يستحب لمن قدم شيئًا من هذه المساجد أن لا يخرج منه حين يقرأ القرآن: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس وقال إبراهيم: كانوا يكرهون أن يسند إنسان ظهره إلى الكعبة يستدبرها، ولهذا إذا لم يكن منه غرض صحيح. فأما إذا أراد رجل أن يروي السنن وبين يديه مستمعون، أو قوم يكتبون، أو يذكر لهم أو يفتي أو يفقه، وبين يديه قوم فاستدبروا لهم متبركًا بالاستناد إليها. وأما على المأخوذ منه العلم، كما أن الكعبة أمام، وحق الإمام أن يستقبل، فأسند ظهره إلى الكعبة ليكون الإمامان في وجهه واحد ومن نظر إليهما معًا فهذا غرض صحيح. أو قيل: لا كراهية فيه والله أعلم.

ولهذا خطب النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسند ظهره إلى الكعبة وبالله التوفيق. وإذا حج الناس فليحجوا على الاقباب والقطائف، كما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حج على بغل رث وقطيفة رثة وقال: (اللهم حجة لا سمعة فيها ولا رياء).

وقال طاووس رضي الله عنه: حج الأبرار على الرحال، ورأي ابن عمر رضي الله

<<  <  ج: ص:  >  >>