للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معلماً مطواعاً لصاحبه، واقتناؤه سوء نظر من يقتنيه لنفسه ولجيرانه، ولمن يدخل عليه ويخرج من عنده.

والآخر أنه يحبس لا يؤمن أن ينجس إناء أو بساطا أو لباسا أو طعاما أو شرابا من حيث يشعر به صاحب البيت أو من حيث يشعر به، وكذلك ممن يدخل عليه أو يخرج من عنده من بيوت الجيران، وباب البيت والممر كان إمساكه، وفيه هذان المعنيان. فإذا رأت الملائكة ذلك من أحد اجتنبوه، لأنهم يعدون ذلك حدثا أحدثه صاحب البيت مما لا يرضي الله تعالى. وكذلك الصورة لأن تصوير ذوات الأرواح حرام.

وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن المصورين يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم"، وذلك لأن المصور يريد أن يضاهي بتصويره خلق الله عز وجل، وهذا أعظم والملائكة أخوف لله تعالى من أن يصبروا على مثله. فلذلك ينصرفون عن بيت فيه التصاوير ولا يدخلوه لحط من الخير يكون لصاحب البيت في دخولهم إياه.

فأما الملائكة الموكلون بنسخ الأعمال وقبض الأرواح، فإنهم لا يمنعون من دخوله بيت أحد يحدث قبيح يحدثه فيهم، لكنهم ينتهون إلى ما هم ما يتورون به ويبلغون فيه رضي الله جل ثناؤه.

ومثل هذا في ما بيننا ما لا يستنكره أحد من العقلاء موجود، فإن الخير من الناس قد يغشاه الخيار متبركين بمجالسته، متكثرين بصداقته، فإن ظهر لهم منه ما يكرهون، انقبضوا عنه وتركوا غشيانه، ولكن المحسنين وإخوانهم يأتونه بل يهجمون عليه، مقومين إياه ورادعين له عن سوء صنيعه، ويدخله أحوال المسلمين، فيخرجونه ليقيموا عليه حدا عن كان لزمه ليحاسبوه.

فلذلك الملك لئن لم يدخل بيتا فيه كلب أو صورة لينتفع بدخوله صاحب البيت، فقد دخل بيته ليحصي أعماله، أو ينزع روحه، لا يمنع احد به معصية الله باقتناء الكلب أو نصب الصورة الملك من دخوله بيته لأمر يكون عليه، وإن منع من دخوله لحط عن الخير يكون له ويرجع إليه، كما يمنع إفساد صاحب المنزل، فيلجأ الناس من أن يدخلوا

<<  <  ج: ص:  >  >>