للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك ضرورة ثم يكون حجة للمؤمنين على الكافرين، أمر الله عز وجل ثناؤه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول: {قل اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه مختلفون}.

فصل

ووردت الأخبار بأن الناس يطول عليهم القيام في ذلك اليوم، فإنه يوم القيام وقد وصفه الله عز وجل بذلك، فقال: {يوم يقوم الناس لرب العالمين}. ويحتمل أن يكون معناه يوم القيام صرعة الموت، ويحتمل أن تكون تسميته للمعنيين جميعا.

فإذا ضجروا وجهدوا سألوا أباهم آدم صلوات الله عليه: أن يشفع إلى الله جل ثناؤه، فيقضي فيهم قضاؤه، فيحيلهم على نوح، ونوح على إبراهيم، وإبراهيم على موسى، وموسى على عيسى، وعيسى يحيلهم على محمد صلى الله عليه وسلم أجمعين. فيسجد نبينا المصطفى تحت العرش، ويحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ولا يزال ساجدا إلى أن يقال له: ارفع رأسك، وسل تعطى واشفع تشفع. فيسأل الله تعالى أن يحاسب عباده ويقضى فيهم قضاءه. فيأمر الله جل ثناؤه عند ذلك أن يحضر النبيون وكتاب الأعمال، وهم الكرام الكاتبون والمعنيون بالشهداء في قوله تعالى: {وجيء بالنبيين والشهداء}، فحوسب الناس، ما تنطق بهم كتبهم ورويت لهم الأعمال، فيقضي بينهم بالحق، وقيل الحمد لله رب العالمين.

فصل

ثم الذي أوجب أن يكون الاعتراف بالحساب من شعب الإيمان أن الله عز وجل ذم الكفار بإنكارهم إياه، وتكذيبهم به، فقال: {إنهم كانوا لا يرجون حسابا} وقال: {إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} فكان ذلك نظر ذمة جل ثناؤه إياهم بإنكارهم البعث في قوله: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل:

<<  <  ج: ص:  >  >>