قال بكى عبد الله بن رواحة- رضي الله عنه- فبكت امرأته، فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: رأيتك بكيت فبكيت قال: إني أنبئت أني وارد النار، ولم أنبأ أني صادر ههنا.
قيل: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: (أين الراضون بالمقدور والساعون للمشكور عجبت لمن أيقن بدار الخلود كيف يسعى لدار الغرور). وعن الحسن رضي الله عنه قال: المؤمن- والله- يمسي حزينًا ويصبح حزينًا. وكان الحسن رضي الله عنه قل ما إلا رأيته كالرجل تصيبه مصيبة محدثه. وعن الحسن رضي الله عنه قال: ما عبد الله بمثل الحزن. وقال عامر بن قيس: أكثر الناس فرحًا في الجنة أطولهم حزنًا في الدنيا. وأكثر الناس ضحكًا في الجنة، أكثرهم بكاء في الدنيا. وأخلص الناس إيمانًا يوم القيامة، أكثرهم تفكيرًا في الدنيا.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون وبخشوعه إذا الناس يختالون. وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا محزونًا حكيمًا حليمًا سكينًا لبيبًا. ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا ولا غافلًا ولا صخابًا ولا صياحًا ولا جديدًا. وعن أبي موسى الجهني رضي الله عنه قال: سمعت عون بن عبد الله بن عتبة وهو يقول: ويحيى، كيف أغفل ولا يغفل عني، أم كيف تهويني معيشتي واليوم الثقيل ورائي، أم كيف لا يطول حزني ولا أدري ما فعل في ذنبي. وعن مجاهد رضي الله عنه قال: من بيت مذر ولا وبر وألا يطيف به ملك الموت كل يوم مرتين.
وعن صالح أبي الخليل رحمه الله قال: ما رأى النبي ضاحكًا ولا متبسمًا منذ نزلت {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون} وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفس محمد بيده، لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم