كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل البيت:(لو أن لابن آدم واديان من ذهب لتمنى إليهما ثالثًا، لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، إنما جعل الله هذا المال، لتقام به الصلاة، وتؤتى به الزكاة. ويتوب الله على من تاب).
وعن أبي الدرداء- رضي الله عنه- قال: من أكثر ذكر الموت، قل فرحه وقل حسده. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وحاسبوها قبل أن تحاسبوا فإنه أهون عليكم غدًا، وتزينوا للعرض الأكبر، وذلك يوم القيامة يومئذ تعرضون، لا تخفى منكم خافية.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما رأيت رجلًا أشد محاسبة لنفسه من عمر، كان يجلس فيقول: ما صنعت اليوم كذا، وصنعت كذا، ثم يضرب هره بالدرة. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: اعبدوا الله كأنكم تروه، وعدوا أنفسكم من الموتى، واعلموا أن قليلًا يغنيكم خير من كثير يلهيكم. واعلموا أن البر لا يبلى وأن الإثم لا ينس.
وعن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: مكتوب في حكمة آل داود، حق العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات من النهار: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يقضي فيها إليها إخوانه من المسلمين الذين ينصحونه في نفسه ويصدونه عن عيوبه وساعة تخلى بين نفسه وبين لذاتها مما يحل ويجمل. فإن هذه الساعة تكون له عون على هذه الساعات واستجمام للقلوب وفضل بلغه. وعلى الغافل أن يكون مالكًا للسانه، مقبلًا على شأنه.
وعن الحسن رضي الله عنه قال: لقي رجل أخاه فقال: يا ابن أخي، أجاءك عن الله أنك وارد النار؟ قال: يا بني، والله لقد جاء في عن الله {وإن منكم إلا واردها، كان على ربك حتمًا مقضيًا}. قال ابن أخي: أجاءك أنك صادر عنها؟ قال: لا، والله لقد جاءني في الورود ولم نخش الصدور. قال يا ابن أخي، فقيم الضحك وقيم اللعب وقيم التناقل.