للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيحدثهم وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم قال كعب: فأنخت راحلتي بباب المسجد فعرفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصفة، فتخطيت حتى جلست إليه فأسلمت فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله الأمان يا رسول الله. قال: "ومن أنت؟ " قلت: أنا كعب بن زهير، قال: "أنت الذي تقول" ثم التفت إلى أبي بكر فقال: "كيف قال يا أبا بكر؟ " فأنشده أبو بكر رض يالله عنه:

سقاك أبو بكر بكأس روية ... وأنهلك المأمور منها وعلكا

قال: يا رسول الله ما قلت هكذا قال: "وكيف قلت؟ " قال: إنما قلت:

سقاك أبو بكر بكأس روية ... وأنهلك المأمون منها وعلكا

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مأمون والله" ثم أنشده القصيدة كلها حتى أتى على آخرها وأملأها على الحجاج بن ذي الرقيبة حتى أتى على آخرها، وهي هذه القصيدة:

١ - بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول

٢ - وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول

٣ - تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلول

٤ - شجت بذي شبم من ماء محنية ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول


(١) بانت: فارقت فراقاً بعيداً. وسعاد: اسم امرأة. وقيل (كما في الزرقاني): هي امرأته وبنت عمه، خصها بالذكر لطول غيبته عنها، لهروبه من النبي صلى الله عليه وسلم. ومتبول: أسقمه الحب وأضناه. ومتيم: ذليل مستعبد. ولم يفد: لم يخلص من الأسر.
(٢) الأغن: (هنا): الظبي الصغير الذي في صوته غنة، وهي صوت يخرج من الخياشيم، وغضيض الطرف: فاتره. ومكحول: من الكحل وهو سواد يعلو جفون العين من غير اكتحال.
(٣) تجلو: تصقل وتكشف. والعوارض: جمع عارض أو عارضة، وهي الأسنان كلها، أو الضواحك خاصة، أو هي من الأنياب. والظلم: ماء الأسنان وبريقها، أو رقتها وبياضها. والمنهل: المسقى، من أنهله، إذا سقاه النهل وهو الشرب الأول. والراح: الخمر: ومعلول: من العلل وهو الشرب الثاني.
(٤) شجت: مزجت حتى انكسرت سورتها وذو شبم: ماء شديد البرد. والمحنية: منعطف الوادي وخصه لأن ماءه أصفى وأبرد. والأبطح: المسيل الواسع الذي فيه دقاق الحصى، وماء الأباطح عندهم معروف بصفائه. وأضحى:

<<  <  ج: ص:  >  >>