للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامساً: امتداد عمره رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث عاش بعده نحو سبعة وأربعين عاماً، واحتياج الناس إليه فكان يحدثهم ويبث بينهم ما يحفظه من أحاديث، وأعانه على ذلك: ابتعاده عن الفتن وغيرها من المشاغل ووجوده فى المدينة، والناس يفدون إليها، وكانت له حلقة فى مسجد الرسول يحدث الناس فيها بالأحاديث النبوية، فساعد ذلك على انتشار مروياته وتداولها، وكثرة أتباعه وتلامذته، حتى بلغوا نحو ثمانمائة من الصحابة والتابعين كلهم يجلونه ويثقون به ويثنون عليه على ما سيأتى بعد قليل.

... قال الإمام البخارى - رحمه الله -: "روى عنه نحواً من ثمانمائة رجل أو أكثر من أهل العلم، من الصحابة والتابعين وغيره" (١) . ومن أشهر من روى عنه من الصحابة: زيد ابن ثابت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة، وأبو أيوب الأنصارى. ومن أشهر من روى عنه من التابعين: مروان بن الحكم، والحسن البصرى، وسعيد بن المسيب، وعامر الشعبى، وعروة ابن الزبير، وهمام بن منبه - وقد كتب عنه الصحيفة المشهورة (٢) . وغيرهم كثير.


(١) ينظر: تهذيب التهذيب ١٢/٢٦٥، والبداية والنهاية ٨/١٠٧، وتذكرة الحفاظ ١/٣٣.
(٢) الإصابة ٧/٢٠١، ٢٠٢،وتهذيب التهذيب ١٢/٢٦٣ - ٢٦٥، وتذكرة الحفاظ ١/٣٢، ٣٣، وسير أعلام النبلاء ٢/٤١٨ - ٤٣٦، وينظر: من كتب عنه فى دراسات فى الحديث النبوى للدكتور الأعظمى ١/٩٧ - ٩٩.

<<  <   >  >>