الحاج حمدان والجيلانى نائبى كبانيتهم اللذين وجهتهما لسوس يقبضان ديونهما وقبض عليهما لا درك عليهما يوجب قبضهما، حيث هما عند أمر الكبانية وأنه يطلب تسريحهما فلم يقبل منه ذلك، وأجبته عنه بما شرحته، فأكد في البحث فيما تقول على المذكورين، ذاكرًا أنه إذا لم يصدر البحث فيه يتبدل نظر دولته في كون نزول كرتيس هناك خارجا عن القانون حسبما في كتابه المذكور وطلبت أمرنا به وإعلامك بما ينتجه لتجيبه به.
أما خروج كرتيس بمرسى اركسيس وإنزاله القوت بها فلم يكن بموافقة بوعزة السريفى قطعا وإنما كان بموافقة فساد قبيلة آيت بوعمران كالسباعى وأضرابه، وبنفس خروجه ووضعه القوت بها طير لنا الإعلام بذلك السريفى، فأمرناه بالاحتيال عليه وقبضه وتوجيهه للصويرة على يد عامل آكدير، ولما سمع أعيان آيت بوعمران وكبراؤهم بخروجه توجهوا لعنده وطالبوه بإذننا الشريف له فيه، فاستظهر لهم بكتاب مزور بأننا أذنا له في جلب القوت وبيعه لتلك القبائل فسكتوا عليه.
وبحثوا في ذلك الكتاب فألفوه مزورا وهموا بالفتك به، بمن معه، فخشى السريفى من درك ذلك لتأكيدنا عليه في عدم النداء في القبيلة بترك التعرض له وعدم مسه بسوء، فظنوا أن ذلك بإذننا وتأخروا عن الإيقاع به وبمن معه، وطير لنا الإعلام بذلك، فأصدرنا أمرنا الشريف له ولقبيلة آيت بوعمران بالضرب على أيدى أولئك الفساد المجتمعين عليه والقبضى عليه وتوجيهه لعامل الصويرة على يد عامل آكدير، ووجهنا من حضرتنا الشريفة الموجه المشار إليه وأمرناه بالاحتيال عليه حتى يحصله.
ولما سمع بقدومه فرّ للبابور حتى يذهب ويرجع للبر، فكان من جملة احتيال الموجه عليه حتى حصله قوله كن مظمئن البال، وهذا بعد أن قدمنا لك