وبعد مقدم الأشراف المذكورين من تافيلالت بأيام قلائل توفى أبو عمران موسى بن أحمد وجيه رجال الدولة وحاجبها وممثل رجال صدارتها، فأسف السلطان لفراقه وحضر جنارته بنفسه، وذهب راجلا في وسط المشيعين من داره إلى محل مدفنه، بضريح جد الأشراف مولانا على الشريف بباب آيلان، ولما كان المترجم قائما على شفير قبر الفقيد طلب منه عمه المولى سليمان المذكور ترشيح ولد المتوفى أحمد المار الترجمة لوظيف والده رعيا لمكانته المكينة، وألح عليه في ذلك، فقوبل اقتراحه بالتلبية، وفى عشية اليوم نفسه أمر بعمارة المشور ولما أخذ كل مكانه أمر قائد مشوره بإجلاس أبى عبد الله محمد بن العربى الجامعى بمجلس الصدارة وأخيه أبى عبد الله محمد الصغير بمحل وزارة الحربية وأبى العباس أحمد ابن موسى المتوفى بمحل الحجابة الذى هو محل والده الحقيقى.
فلما بلغ ذلك المولى سليمان المذكور تأثر غاية وأعاد الاقتراح على المترجم فأجابه بأنه عينه في محل والده طبق ما اقترح عليه، وأجابه إليه، وأنه ما رشح قط