للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ريال -أربعين ألف فرنك-، وتمكين صاحب الترجمة من الجميع وإلزامه الرجوع إليهم من حينه وعدم سماع كل عذر يبديه في التخلف، فلم يسعه إلا الامتثال مع تحققه سوء المنقلب فوجه رسولا إليهم يخبرهم برجوعه لطرفهم.

ولما وصل إليهم الرسول وقص على الأصدقاء منهم القصص، أخفوه عن أعين رؤساء العتو المظهرين خلاف ما يبطنون، ورجعوه إلى مرسله المترجم، وحذروه من الخروج ولا سيما قبل القبض على من اشترط القبض عليه، وعرفوه بأنه إن خرج إليهم قبل إذنهم له ووقع في محذور فإنهم لا يغنون عنه شيئا، وربما كانوا عليه، هذا والأوامر المخزنية تتجدد وتتوارد على صاحب الترجمة بالإزعاج للخروج، حتى أتاه كاتب الصدارة الأول أبو العباس أحمد الزمورى بأمر بات، فلم يسعه إلا الامتثال فخرج في التاسعة صباحا وحمل ما يحتاج إليه من أخبية ومئونة، إذ كان في عزمه التخييم بين أظهرهم حتى تنحسم مادة البغى والعتو.

ولما وصل لنزالة فرجى الشهيرة خارج باب فاس وفى معيته أخوه المولى سعيد المذكور آنفا، وكاتبه الفقيه العدل السيد محمد بنونة ناظر الصغرى الآن بمكناس، وجدوا الوطيس أمامهم قد حمى ومدافع المحلة تصب قنابلها صبا، فتقدم المترجم إليهم وأشار للفريقين بالإمساك عن القتال فأمسكوا، ثم تقدم للفئة الباغية فحياه حملة راياتها وأظهروا له من الخضوع والانقياد ما سُر به وتيقن نجاح مقصده.

ولما لحقت به أوعيته وأثقاله بالنزالة المذكورة وجهها مع أخيه المذكور في خفارة بعض بنى مطير، ورجع هو بقصد الملاقاة مع السلطان والمفاوضة معه، فتعرضت له شرذمة من خيل الفساد وهجموا عليه وأنزلوه عن فرسه بغاية العنف والقساوة، بعد أن قطعوا حزام سرجه وجرحوه هو بمدية في رجله وجردوه من ثيابه بكيفية شنيعة كاد أن يموت بها خنقًا، ولم يتركوا عليه غير قفاز وسراويل،

<<  <  ج: ص:  >  >>