وحج وجاء يعين أخاه مولاي محمَّد (أبا حمارة) عقد السلطان المزكور لعمه مولاي عرفة على شرذمة وأعطاه مالا ووجهه لتجهيز جيش من العرب وبربر بني يزنانس محافظة على وجدة من أبي حصيرة المذكور.
ولما اجتمع الجيش توجه عامل وجدة أحمد بن كروم المكناسي الجبوري به إلى برديل قرب دار البشير ومسعود، وبمجرد ما أقبل عليه أبو حصيرة انهزم ورجع إلى وجدة فحمل منها ما يعز عليه والتجأ إلى مغنية هو ومولاي عرفة فأقبل أبو حمارة من الريف بعد طرده لسيدي محمَّد الأمراني من جنادة وسلوان واحتل وجدة وبويع له بها وخطب به على منابرها باسم مولاي محمَّد وهيأ بها لوازم الإمارة من صيوان ومظلة وأتباع وأرباب الخدمات الخصوصية، وبينما هو يهيئ هذه التراتيب إذ بلغه خبر دخول عسكر المخزن مدينة تازا فسقط في يده.
وبينما هو يهيئي أسباب الانقلاب إلى المغرب إذ وصلت لحدود وجدة من طريق الجزائر هيئة من حكومة المخزن مؤلفة من الحاجب أحمد الركينة بصفة كونه رئيسا على تلك المحال المخزنية والقائد عبد الرحمن بن عبد الصادق الريفي بصفة كونه معينا ومستشارا، فنزلوا بمغنية وجعلوا يخابرون رؤساء القبائل وأعيانها ويحبذون إليهم الرجوع عن غيهم، وبسب ما نثروه من الدرهم والدينار أمكنهم استجلاب رؤساء قبائل آنكاد وترجيعهم لطاعة السلطان والبراءة من الدعي الثائر واسترجعوا مدينة وجدة وطردوا عنها حمية الثائر وجعلوها مركز أعمالهم.
ثم إن ابن عبد الله الصادق المزكور دس للركينة عند السلطان ما أوجب عزله عن رياسة الحال واسترجاعه لفاس وإسناد الأمر في ذلك للداس.
ولما بقي الثائر مع من بقي معضدا له من اللقطاء السقطاء بين نارين أكد العزم إلى الجهة الغربية وقصدت تازا، فبينما هو في الطريق إذ وافاه الطيب بن أبي عمامة في جماعة من ذويه وفي معيته عبد المالك بن عبد القادر بن محيي الدين