للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذى الحجة من سنة إحدى وستين هنالك، وطلب منى أن أبلغ سيدنا عنه في ذلك أحسن ثناء، فبقينا معه هنيئة بعد العشاء، وأذن لنا في الذهاب، فرجعنا لمحلنا وذلك كله يوم الثلاثاء المذكور هـ.

ثم استدعى القنصل (دينيون) الذى تولى وظيفته سنة ١٢٥٥ كما تقدم وأقيم مكانه آخر يسمى (دوشاطو) وكتب الملك لويس للسلطان يعلنه بذلك فأجابه بما نصه:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، من عبد الله المتوكل على الله المعتصم بالله المجاهد في سبيل الله وهو أيد الله أوامره، ونصر أعلامه حيثما توجهت وعساكره (الطابع) إلى المحب الودود، المحافظ على العهود، الذى قدمه عقله وجده، وأورثه الرياسة أبوه وجده السلطان لويز فلب سلطان دولة فرانسة والحاكم على ممالكها، أرشدك الله وهداك، وألهمك هداك.

أما بعد: فقد وافى حضرتنا العلية بالله كتابكم الأوجز، صحبة الخديم الحازم، ذو شاطوا قونص جنسكم بإيالتنا السعيدة الذى أقمتموه مقام القونص دينيون الذى كان قبله ورشحتموه للنيابة عنكم، والوساطة بيننا وبينكم لما عرفتم من عقله وحسن أدبه لتبقى الأمور جارية بين الدولتين على مقتضاها، ويبلغ كل من الجانبين الخطة التي يرضاها، فقد قبلناه قنصوا جلنارًا، وقابلناه بما يليق بأمثاله إكرامًا ووقارًا، وله لدينا مزيد احتفاء واحتفال، وموالاة عناية واهتبال، من معونته على ما يعرض له من مصالح الدولتين، وتأمين تجار المملكتين، فأما أولى الناس بحفظ الجار ومراعاة النزيل، ومعاملة الخدام النصحاء بالجميل، وعلمنا ما أكدتم به عليه من حفظ أسباب المودة، والسعى فيما يزيدها قوة وشدة، فذلك هو المعهود من وسائط الدول، المقتفين سبيل الخدام الأول، وهذا دليل المحبة التي شرح الخديم المذكور فصولها، ومهد بالنيابة عنكم أصولها، فقد أدى كتابكم، وأنهى

<<  <  ج: ص:  >  >>