وإذا صدرت مخاصمة بين افرنصيصى فيما بينهم سواء كان تاجرا مع بحرى أو تجار بينهم بما شاء وظهر له، فلا يمنع من ذلك ولا يطاف بدائره بما يكره، وإنما تبقى لمزة عن دور غيره من أهل ملته.
وإذا (١) انتقض الصلح بينه وبين البعض من غير إيالتنا مثل تونس والجزائر وأطرابلس وطردت سفينتهم سفينة الفرانصيص، حتى أدخلتها مرسى من مراسينا، أو وجد بها أو وجدها الحال كانت بالمرسى قبل، ثم أرادت الخروج من المرسى إلى بلادها فأراد محاربها اللحوق بها بنفس خروجها، فلا سبيل له إلى ذلك إنما يمنعه والى البلد جهدها تبعد عنه، وذلك أن يمكث مدة معلومة بين أهل البحر، ثم إن شاء اللحوق بها إذا بعدت فعل، وكذلك العكس، بهذا صدر الأمر العالى فكتبه في الخامس من المحرم الحرام فاتح عام ١٢٦١" من أصله المحفوظ بالمكتبة الزيدانية.
ثم إن السلطان بعث عامله على تطوان الحاج عبد القادر أشعاش سفيرًا لفرنسا برهانا على تمام المودة وتسوية الخلاف وإجابة لاقتراح الكونت دولارى المتقدم في كلامه وأصحب السفير كتابا للملك لويس فيلب هذا نصه:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ولا حول ولا قوة إلا بالله من عبد الله المعتصم بالله المتوكل على الله المجاهد في سبيل الله أمير المؤمنين بالمغرب الأقصى الشريف العلوى الحسنى وهو (الطابع بداخله عبد الرحمن ابن هشام الله وليه) أيد الله عساكره وجنوده، ونصر أعلامه حيثما توجهت وبنوده، آمين، إلى المحب الودود، الذى هو في عظماء الملوك معدود، حامل راية الرياسة، والسابق المحلى في مضمار السياسة، الفرد الذى فاق أبناء جنسه، بما حاز من خصائص نفسه، السلطان لويز فلب ملك جنس فرانسه والحاكم على ممالكها الدانية والقاصية وفقه الله وسدده، وإلى سبيل الهدى أرشده.