للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تلا هذه المعاهدة اتفاق آخر بشأن تحديد الحدود حسبما أشير إليه في الشرط الخامس مما تقدم، وقد ناب عن الفريقين في عقده القائد حميدة الشجعى.

"الحمد لله وحده ولا يدوم إلا ملكه، هذا تقييد اتفق عليه نائب سلطان مراكش وفاس وسوس الأقصى، ونائب سلطان الفرنصيص وسائر مملكة الجزائر، فمراد السلطانين هو تصحيح عقد المحبة السابقة وثبوتها، ولذلك ترى كل واحد منهما يطلب من الآخر الوفا بالشرط الخامس في مكتوب الصلح المنبرم ١٠ شتنبر ١٨٤٤ عام من تاريخ المسيح ومصادقا لتاريخ ٢٥ من شعبان ١٢٦٠ سنة من الهجرة، وعين كلا السلطانين نائبه على تحديد الحدود بين الإيالتين وتصحيحها نيابة تفويض، فنائب سلطان المغرب هو الفقيه السيد حميدة الشجعى عامل بعض مملكة المغرب، ونائب سلطان الفرانصيص وهو الجينرال اريسطيد يزيدور كنت دلاروا وصاحب نيشان الافتخار دولة الفرانصيص، ودولة صبانية، فبعد الملاقاة بينهما وإتيان كلاهما برسمى التفويض من سلطانه، اتفقا على ما فيه مصلحة الفريقين، وجلب المحبة بين الجانبين وها هو مذكور أسفله:

الشرط الأول:

اتفق الوكيلان على إبقاء الحدود بين إيالتى المغرب والجزائر كما كانت سابقا بين ملوك الترك وملوك العرب السابقين، بحيث لا يتعدى أحد حدود الآخر، ولا يحدث بنا في الحدود في المستقبل، ولا تمييزا بالحجارة بل تبقى كما كانت قبل استيلا الفرانصيص على مملكة الجزائر.

الشرط الثانى:

عين الوكيلان الحدود بالأماكن التي في ممر الحدادة وتراضيا عليها، بحيث إنها صارت واضحة معلومة كالخيط، فما كان غربى الخط يعنى الحد فلإيالة مملكة المغرب، وما كان شرقى الحد فلإيالة مملكة المشرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>