التجربة والاختبار قد أمرنا بمقابلته بالمعروف، وإجرائه على المنهج المألوف، وهو عندنا في محل الثقة فيما ينهى لحضرتنا الشريفة من أمور دولتكم إن شاء الله تعالى، ونسأل الله أن يكون مثل الذى قبله أو أفضل، ومن عنايتكم بجانبنا واهتمامكم بإيالتنا لا توجهون لخدمتنا من حاشيتكم إلا أهل العقل والرزانة وذوى الجد والحذق، ليسعوا في الألفة بين الإيالتين ويحسنوا الوساطة بين الدولتين، والعاقل لا يوجه إلا عاقلا مثله، ولا يرشح للمهمات إلا شكله، انتهى، وكتب في حمراء مراكشة صانها الله في تاسع عشر ذى القعدة الحرام عام ١٢٥٥" من أصله المحفوظ بوزارة الخارجية.
وبعد وقائع الحدود الجزائرية المعروفة وما تلاها من ضرب الثغور وعظائم الأمور، فوض السلطان عامله أبا سلهام بن على ازطوط العرائشى في عقد المهادنة والرجوع إلى الصلح، وكتب السلطان لباشا مكناس القائد الجيلانى بن بوعزة يقول: وبعد فقد كلفنا خديمنا الطالب بوسلهام بن على بعقد الصلح والمهادنة مع جنس الفرانصيص، لرغبته في ذلك وحرصه عليه، فكتب لنا أنه تم عقد الصلح معه وطلع قونصهم لداره بطنجة، وأطلع سنجق جنسه، ومن جملة ما شرط عليهم الخروج من الجزيرة ورد الأسارى للصويرة، وأعلمناك لتكون على بصيرة والسلام في ٢٨ شعبان الأبرك عام ١٢٦٠".
ونص معاهدة ازطوط المشتملة على فصول ثمانية بلفظها بعد الحمد لله والحوقلة:
"هذا تقييد الشروط الذى ينعقد عليها أمر الصلح والمهادنة بين سلطان مراكش وسوس وفاس، وبين سلطان الفرنصيص أن خاطر الجانبين لا يكون في هذه الشروط المذكورة تحت، إلا بانفصال ما وقع بين الدولتين أن يتجدد بينهما