للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسمائة من الركاب، وأدرك هذه الغنم قبل أن تفترسها الذئاب والقبيلة التي تنزل عليها فاصل دعاويها، ورد مظالمها، وانتصف من ظالميها، ولا تكثر المقام وتطيله، واترك الطمع وسبيله، فإن ذلك مما يضر بالرعية ويجحف بالمال، والحظ عاقبة المآل.

والقبيلة التي تشتكى من شيخها لا تهمل أمرها، وابحث عن حال الشيخ المشتكى منه، فإن كان ممن علم بالجور والتعدى فانتصف منه وأبدله بغيره، وإن كان الشيخ من أهل الخير ولم يعلم ظلمه فأقره على شيخوخته وافصل مسألته بوجه سديد.

وأصحاب الجنايات أحوالهم تختلف، فمنهم من يسجن ولا يطول سجنه ويمكث ثلاثة أيام أو أربعة تأديبا له ويسرح، ومنهم من يضرب ويسجن ويبقى الشهر والشهرين عقوبة له، وأما أهل الجرائم العظيمة مثل القاطع والسارق والهاجم والمتلصص وقاتل النفس، فالواجب أن تتصرف فيهم بالضرب والسجن، وقبض النصاف، ويبقوا تحت يدك إلى أن تأتينا بهم وتخبرنا بجرائمهم، ولا تجعل فسحة في تسريحهم.

وأوصيك بتقوى الله والرفق بالمساكين، والضرب على أيدى الجبارة والمتمردين، فإن ذلك من القربة في الدين، وإياك أن تتعدى هذا الحد وتفرض على القبائل مالا أو تكلفهم لما لا يطاق من المئونة والسخرة، أو تظلمهم مظلمة، فما وجّهتُك في هذه الحركة إلا لرد المظالم وإقامة الحقوق لأربابها، ومن تجنب الظلم في هذا الحركة إلا لرد المظالم وإقامة الحقوق لأربابها، ومن تجنب الظلم في هذا فهو مأجور والسلام" وقد أسلفنا في ترجمة صاحب هذا الكتاب سيدى محمد بن عبد الله نصيحته للأمة كما قدمنا نصيحة السلطان المولى الحسن القرنية في ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>