للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يدع إليها، والمتأمر على صاحب الدار، والداخل في حديث اثنين لم يدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بحديث على من لا يسمعه منه، وطالب الرفق من أعدائه، وراجى الفضل من اللئام، وهى مجموعة نظما:

أحق بالصفع في الدنيا ثمانية ... لا لوم في واحد منها إذا صفعا

المستخف بسلطان له خطر ... وداخل في حديث اثنين مندفعا

ومتحف بحديث غير سامعه ... وداخل الدار تطفيلا بغير دعا

وطالب الخير ممن لا خلاق له ... وجالس مجلسا عن قدره ارتفعا

وطالب الرفق من أعدائه وكذا ... ضيف تأمر فاحفظها أخى لمعا

وقضيتهم مذكورة في الحسام، وسببها أنهم كانوا هم الرؤساء على محلة مولاى على بن مولانا سليمان بتلمسان لكونه خليفة عن مولانا عبد الرحمن، فجاروا وعاثوا، وكرههم أهل تلك الإيالة لميلهم للطمع الدنيوى، ولا يمضون حكما على وجهه، فنفوهم وأعرضوا عن أحكامهم، وكم بلغوا أمرهم لمولاى على الخليفة بفسادهم وإشاعة الفاحشة منهم، فتارة يأمر بسجنهم ويسرحهم عند غيبة الشاكى، وتارة يوعدهم بالزجر، ولم يفعل، وحين تحققوا ذلك مدوا أيديهم فيهم، عند ذلك كرهوا البقاء هناك، ورجعوا عن غير إذن الإمام، وشهد عليهم الخليفة بذلك بين يدى السلطان فخلى سبيله لكونهم أكرهوه على الرجوع وعاقبهم بما هو معلوم ويستوجبونه، وذكرنا ذلك في غير هذا، وكانت قبيلتهم مشئومة مهما وجدوا مندوحة لإثارة الفتنة أثاروها، فدعا عليهم العلامة السيد محمد بن أبى بكر بن عبد الكريم بن على اليازغى ثم الزهنى، في قصيدة له حين أكلوا ملاح اليهود بفاس العليا وقت فتنة الفترة، التي كانت آخر ولاية مولانا سليمان مطلعها:

<<  <  ج: ص:  >  >>