وخمسمائة وخمسة وخمسين وقعت زلزلة عظيمة ودامت نحو أربعة أدراج، وذلك قبل الزوال بثلاثين درجا.
وفى العام قدم على المترجم كافة قواد عبيد مكناس، ولما مثلوا بين يديه طلبوا من جلالته النهوض معهم لعاصمة ملك والده ليكون توجهه معهم برهانا على صفاء باطنه عنهم، فأجابهم: كيف أسير معكم وفيكم فلان وفلان أناس سماهم لهم؟ فرجعوا لمحلتهم، ولما جن الليل وثبوا على الأشخاص الذين عين لهم المترجم وقتلوهم، ومن الغد أتوه برءوسهم، منهم: القائد سليمان بن العسرى، فقال لهم الآن طاب العيش ووضعت الفتن أوزارها، وواعدهم بالقدوم عليهم ووصلهم بأربعين ألف مثقال، وأمرهم بالرجوع لمكناس ورجعوا مسرورين، وقد كان قال للعبيد قبل ذلك: والله لا زلت أصيح عليكم فوق كل ثنية وعلى رأس كل ربوة وهضبة كالذيب وأنتم كالغنم لا شغل لى سواكم أنا عبد الله بن إسماعيل إن لم تعرفونى.
وفى العام قدم أبو عبد الله الوقاش عامل تطاون على المترجم بهدية تقدر بألف ريال وأثاث ونصارى أسرتهم مراكبه، فأكرم وفادته وأعطاه جاريتين ورده ردًا جميلاً.
وفيه حرق الفحص القائد عبد الله السفيانى، قيل بإشارة من صاحب مراكش، أعنى الخليفة السلطانى أبا عبد الله، وذلك عندى يصح لاستبداد السفيانى المذكور عن صاحب الترجمة، فضلا عن خليفته واستقلاله الاستقلال التام بناحيته، حتى إنه كاد أن يدعو لنفسه لما أُوتيه من اشتداد الشوكة، ولم يكن له من ينازعه في تلك الناحية غير الحبيب المالكى، وقد كان المترجم لما ترك الدفاع والمقاومة ولزم قعر بيته، تارة يقول: إذا رفعت إليه مظلمة وقعت في السابلة إنما أنا ثالث الأمراء، فإن غرم الأميران عبد الله السفيانى والحبيب المالكى أغرم معهما