بعد عمله فلا أرى أن يزال، وقد أمر أمير المؤمنين بإزالة ما قرب من المصلى من ذلك، قال: وهذه المسألة مما عمت به البلوى، لا سيما في بلاد المشرق، انظر المعيار فانظر قوله: مما عمت به البلوى لا سيما في بلاد المشرق، فهو ضد ما جازف به الزيانى من مدح أهل المشرق به، ثم استثناؤه خصوص سيدى محمد بن عبد الله ومولاى سليمان يدل على أنه قصد المولى إسماعيل في الدخول في الذم الذى ذكره، وربما كان هو المقصود عنده به، وأنت ترى مما تقدم كثرة ما شيده من المعاهد الدينية في خصوص مكناس وفى ترجمته المنزع اللطيف بعض ما شيده في غيره والله المرشد بفضله.
هذا وقول ابن مرزوق وأما بعد عمله فلا أرى أن يزال لا وجه له حيث إنه ممنوع ابتداء، والعلة هى شغل المصلى كما هو في كلام عمر، فالواجب هو زوال ذلك الشاغل والإقلاع عن ذلك المنهى عنه فالحق مع ابنى الإمام لا يقال في زواله إضاعة المال بلا فائدة، لأنا نقول وفى بقائه ضياع المال مع مفسدة شغل المصلى ودوام ارتكاب المنهى عنه.
وإذ قد أتينا على ما بلغه علمنا وما شاهدناه مما أسسه المولى إسماعيل من عظيم المبانى والغروس بعاصمته مكناسة الزيتون فلنعطف للتنبيه على ما أسسه فيها أيضا الملوك من بنيه وحفدته وعائلتهم الكريمة فنقول:
من تأسيسات السلطان الأصيل العريق المجد والفخار مولانا أحمد الملقب الذهبى بمكناسة ضريح والده الإمام الجليل، أمير المؤمنين مولانا إسماعيل، ذلك الضريح الذى أصبح في باب الإتقان آية، البالغ في التنميق والتنسيق الغاية، ذلك الضريح المحكم الصنع، العجيب الوضع، المنتظم من قبة لا نظير لها في الأقطار المغربية بل ولا الشرقية فيما أعلم، يقال إنه اخترع بناءها على الشكل والهيئة التي كان عليها إفراج والده صاحب الضريح المذكور الذى كان معدا لديه في حركاته