للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو القاسم الزيانى: ومن يوم مات المولى إسماعيل والملوك من بنيه وحفدته يخربون تلك القصور على قدر جهدهم وما أكملوا نصفها مدة من نحو مائة سنة. اهـ.

قلت: ولا زالت يد التخريب عاملة إلى الحين الحالى في تلك الحصون والأسوار الهائلة.

ولضخامة الآثار الإسماعيلية وانتشارها في سائر الأقطار المغربية، توهم بعض الجاهلين أن ذلك فوق مقدور البشر وأنه من عمل الجان، وليس الأمر كما توهم أولئك الأغبياء، وإنما بناءات مولانا إسماعيل الهائلة أثر من آثار على همته، ووافر ثروته، وعظم دولته، ونفوذ كلمته، وكمال اقتداره، وحزمه وصرامته، في سائر أطواره، ولذلك أزرت مبانيه بما بناه الفراعنة والأكاسرة حتى قال بعض حذاق الشعراء:

لقد بنت الملوك بناء فخر ... به ذكرت على مر الدهور

وأبنية الإمام أبى الفداء ... سليل المصطفى الليث الهصور

أتم ضخامة وأجل قدرا ... وأجمل منظراً أبهى قصور

وفى كل البلاد له حصون ... لتأمين المسافر في المرور

ولو قيست مبانيه بما قد ... بناه من تقدم في عصور

لكان لها اعتزاز وافتخار ... ببهجة حسنها وبنا الأمير

فدونك فاستمع قولى مصيخا ... فإن مقالتى ليست بزور

وفى مكناسة الغرا دليل ... كمثل الشمس في صفة الظهور

فرحمة ربنا عدد الرمال ... على ملك تسامى عن نظير

<<  <  ج: ص:  >  >>