بالجدار الشرقى من المدرسة المذكورة ولفظه: النصر والتمكين، والفتح المبين، لمولانا إسماعيل أمير المؤمنين، فإن قلت المسجد المذكور قديم ليس لمولانا إسماعيل فيه غير يد التجديد والتنميق. قال الحلبى في الدر النفيس: أما المسجد الجامع الذى حذاء الروضة فقديم والله أعلم؛ أنه من عهد مولانا إدريس فيما يظهر ولم أقف على خبر أمره، ولكن فهمت ذلك بالعرف المألوف أن المسجد بنى بقرب قبره المبارك كما يفعل بقبور الصالحين وقيل إنه محدث. اهـ.
قلت: يمكن أن البناء الحالى هو بناء للمولى إسماعيل أحدثه بعد زمن تأليف الحلبى وعليه فلا مخالفة وقوله وقيل: إنه محدث يعنى أحدثه غير المولى إسماعيل لأن الحلبى كان في رمانه وألف تأليفه المذكور قبل بناء المولى إسماعيل لهذا الضريح، وكان فراغه من تأليف الدر النفيس يوم الأربعاء العشرين من ربيع الثانى سنة ثمان وتسعين وألف.
ثم بعد كتبى هذا وقفت في الدر المنتخب على ما لفظه: ثم بنى جامع الخطبة الكبير المتصل بمولانا إدريس بزرهون وهذا لا شك فيه ولا ترديد، ورتب رواتبها، وجعل لها ما هو معلوم للمساجد العظام، واشترى بذلك فضلا يبقى على التأبيد، يعم الأهل والآباء والوليد، إذ ذاك من الأعمال التي لا تنقطع بالمنية، وتبلغ فاعلها في الدارين غاية الأمنية، ثم بنى المنار وشيده ورتب فيه المؤذنين ووقت لهم الأوقات، وعلم القائم بذلك ما يحتاج إليه في سائر الحالات، ونصب لهم ما يحتاجون إليه من الآلات، ثم بنى المدرسة المتصلة بما ذكر على الشكل الذى هو الآن معروف، ورتب فيها طلبة للقراءة على الأمر المألوف، ثم بنى دار الوضوء وجلب إليها الماء وأحسن في ذلك وأتقنها، وبنى دوراً ومكاتب ومواضع عديدة لنزول الزوار والضعفاء والأضياف وأعلنها، ثم بنى المساجد والمكاتب لتعليم الصبيان، ووقف على ذلك أوقافا عالية الأثمان، وبين لمن يقوم بكل وظيف ما له