فأفجعت الفؤاد بها وحسبى ... آسى وعلى الإله أرى احتساب
وكانت أنفس الأشياء عندى ... وأحذق من يجيب إلى خطاب
وكنت أُعدها لأمور نفسى ... وأحبسها لأنسى في اغتراب
وأطمع في اقتضائى لافتضاضى ... بكارتها فيرجع لي شباب
فوا أَسفا على ما فات منها ... فإنى بعدها حلف اكتئاب
مضت عني شويطرة وأبقت ... فؤادى من هواها في عذاب
وإنى أرتجى خلفا قريبا ... من الرحمن مع حسن المآب
وقوله وقد وصله كتاب، من شانئ يريد السباب، فسد في وجهه الباب:
ألا أيها الرامى بسهم سبابه ... على جهة التعرض لي في كتابه
رويدك عندي للسفيه مثالب ... ولكن أغض الطرف دون جوابه
رميت امرءا لا يعلق الذم ثوبه ... وليس يحوم العيب من حول بابه
ولى من لسانى صارم الحد فاتك ... يقد حشا المغتاب لي في قرابه
فإن مضك الذم الذي أنت أهله ... فأنت الذي أَحوجتنى لجوابه
وإن مزقت أسمال عرضك نفثتى ... فأنت طرقت الليث في وسط غابه
نهيتك عن أمر تبينت غيه ... وقلت لك التوفيق عند اجتنابه
فآليت أن لا ترعوى لنصيحة ... وزدت لجاجا في عظيم اغتيابه
إذا المرء لم يقبل نصيحة مشفق ... ولم يتحرج من قبيح اكتسابه
فدعه وأحداث الزمان تنوشه ... سيطرقه من لم يكن في احتسابه