قد ربيت في مهاد ما يحركه ... إلا النسيم إذا يهفو على كثب
وأرضعتها ثدى السحب درتها ... في كل حين ولم تبرز من الحجب
فأصبحت بعد ما تمت رضاعتها ... تعزى إلى الكرم لا تعزى إلى السحب
تكاد تسقط سكرا في أريكتها ... لو لم تقم بسرير العود والعنب
فيها لأهل التقى شكر ومهمله ... وزر لأهل الهوى وذا من العجب
وقوله يداعب الشريف الفكه الظريف مولاى الحجازى العلوى الذي كان المولى عبد الرحمن يتأنس بمداعبته وكان قد مات له غلام يسمى بيدق وجارية تسمى شويطرة:
هى الأيام تفجع بالمصاب ... وتمزج حلو نعمتها بصاب
تكدر بالمنية كل عيش ... وتولع بانتهاب واغتصاب
وتختلس النفوس ولا تبالى ... وتستلب النفيس ولا تحاب
رمت عن قوس نبعتها سهاما ... أتت من لم يكن لي في حساب
أصابت بيدقا ورمت جهارا ... شويطرة ولم تشفق لمآب
فهذا كان يتبعنى نهارا ... وتلك خديمتى عند الإياب
فتحسن عشرتى وتقم بيتى ... وتحرسه وتغسل لي ثياب
وذلك كان يحفظ لي مغيبى ... وأمتعتى ويحرس حول باب
وكان الصدق شأنهما ولكن ... جيوش الموت تولع بالرغاب
أأضحك بعد نيل الموت مني ... وأنعم بالطعام وبالشراب
وقد علقت شويطرة المنايا ... وجاورت البويدق في التراب