خبر موت المولى لرشيد بفاس كان في الخامس عشر من الشهر المذكور وفيه كانت البيعة، انتهى. وفيه تسامح.
وقال صاحب السر الظاهر: إن وفاة الرشيد كانت ثاني عيد الأضحى وأن بيعة المولى إسماعيل كانت في اليوم الخامس من وفاته، انتهى.
وهو محتمل لدخول يوم الوفاة في الأيام الخمسة المذكورة، فيكون قائلا إن البيعة في الخامس عشر ولزيادة الخمسة عليه، فيكون مارا على أنها في السادس عشر ولعل التحقيق ما جرى عليه صاحب النشر ومن وافقه، وكان انتهاء العمل فيها سنة تسعين وألف ويشهد لذلك ما هو متوج به بابها من الكتابة المتضمنة لتاريخ تمام العمل فيها ودونك نصه:
دار الخلافة لاح نور قبابها ... تختال بين رياضها وهضابها
فكأنما الأنهار في جناتها ... يمنى المليك الفخر يوم عبابها
مولاي إسماعيل من جُرْثُومَةٍ (١) ... نقل الأئمة جده أوصى بها
يا راصدا لطوالع من سعدها ... فنظام شملك في عضادة بابها
ومن تأسيساته السرداب الهائل الكائن تحت أرض فسيح قبة الخياطين ذو الأساطين المحكمة البناء والأقواس الضخمة الشاهقة، تمر فوقه الركبان، وتجر الدواب عليه الصخور العظيمة، وتسير السيارات البخارية المشحونة بالأثقال ذات البال آناء الليل وأطراف النهار، بل جعلت فوقه جنات ذات أشجار وبقول وصارت تسقى بالماء كل آونة فلم يؤثر عليه شيء مما ذكر، يعرف هذا البناء اليوم بحبس قارة، ويقال: إنه كان من جملة السجون المعدة للأسارى وغيرهم من أصحاب الجرائم العظيمة يبيتون به ليلا ويخرجون نهارًا للخدمة.