للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنهم تلقوا من آبائهم أن جميع تلك الأعمدة مع كراسيها كان ملقى بقصر الستينية وغيرها من القصور المذكورة، ومنها نقله السلطان المولى الحسن لباب قصر المحنشة المشار له أوائل دولته، وكم اتخذت من ذلك الرخام من جوابي وصهاريج وزليج وألواح لعتبات الأبواب وغيرها ورتج وغير ذلك، وفرقت في بقاع المغرب وكثيرا ما كان يقع العثور على الأعمدة والكراسي الرخامية تحت الثرى عند حفر أساس أو غيره في ردم تلك المباحات التي لا زالت الآثار الدالة عليها شاخصة إلى الآن، كما أنه لا زال يعثر على زليج الأرض وقنوات مجاري المياه للصهاريج والجوابي سائر فروع القصور السلطانية عند ما تدعو الحاجة لنقل تراب أو حفر أساس ونحوه.

وكانت مدة الاشتغال في بناء قصور هذه الدار أعني دار الخلافة الموسومة باسم الدار الكبرى حتى الآن ثمانية أعوام، إذ كان الشروع في ابتداء تأسيسها على ما قاله الزياني وغيره بعد وفاة السلطان المولى الرشيد وجلوس السلطان المولى إسماعيل على منصة الملك، قال اليفرني في "النزهة" وكانت مبايعته رحمه الله في الساعة الثانية من يوم الأربعاء سادس عشر من ذي الحجة متم عام اثنين وثمانين وألف، ووافق ذلك ثالث عشر إبريل، انتهى وقريب منه في "روضة التعريف".

قلت: والذي في "الدر المنتخب" أن مبايعته بفاس كانت في الثانية من زوال يوم الأربعاء الخامس عشر من الشهر المذكور وأن ذلك وافق ثالث إبريل، انتهى.

وكون البيعة كانت في الخامس عشر من الشهر المذكور هو الذي في "نشر المثاني" (١) أيضا.

واقتصر في "السلوة" على حكايته الخلاف المذكور في ذلك وأما الزيانى في "البستان" وأبو محمَّد عبد السلام بن الخياط القادري في جزئه فقالا: إن وصول


(١) نشر المثاني - موسوعة أعلام المغرب ٥/ ١٩٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>