للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون الجامع الأخضر هو جامع لال عودة، فيكون كل منهما من تأسيساته ولكن الأظهر كما سنبينه بعد خلاف ذلك، ومع الأسف فقد خرب هذا المسجد وخرب سقوفه ومزقت أثواب بهجته كل ممزق، وفرقت أعمدته الرخامية أيدى سبأ ولم يبق منها غير خمسة منها أربعة لا زالت قائمة بمحالها ممثلة لما كان عليه ذلك المسجد من الضخامة، ومنها واحدة ملقاة على الأرض، والمسجد صار بعضه ممرا يدخل منه للضريح المذكور وللضريح المجذوبي في طريق الخراجة التي كان يخرج منها المولى إسماعيل قيد حياته لأداء الخمس في المسجد المذكور والبعض الآخر مقبرة ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وجامع لال عودة ينتظم من صفوف خمسة، وجناحين وصحن فسيح ينيف طوله عن خمس وعشرين مترا وعرضه عن ستة عشر، به قبتان إحداهما في الجهة الشمالية طولها أحد عشر مترا وعرضها ستة أمتار وسنتيمات، والأخرى في الجهة الجنوبية طولها سبعة أمتار وسنتيمات وعرضها ينيف على ستة أمتار، وبوسطه خصة من المرمر واسعة الأكناف يتفجر منها العذب الفرات ومدرسة بأسطوانة على يمين الداخل ذات بيوت تسعة، وغرفة يصعد إليها بدرج ستة عشر، وبإزاء هذه المدرسة المنار المتقدم الذكر في قصر الستينية يصعد إليه بمائة وإحدى عشرة درجة، وبهذا المنار مستودع معد لآلات التوقيت ولاستقرار القيم بالعمل بها في غاية اللطف تكتنفه منافع ومرافق.

ومن جملة آلات التوقيت العديمة المثال التي لا يوجد لها نظير رخامة شمسية في غاية الإتقان وقد كانت هذه الرخامة الشمسية آية في تحقيق الوقت، فيحكى أن ذلك استمر فيها إلى أن وقعت بين القيم بها وبين القيم بمثل ذلك بمستودع المسجد الأعظم داخل المدينة وهو الميقاتى الشهير السيد الجيلانى الرحالى منافسة في ذلك, حملت الثاني على أن أغرى من عوج شاخص الرخامة المحدث عنها فوقع الخلل

<<  <  ج: ص:  >  >>