للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه نهض من مراكش للصويرة.

وفيه عم الجراد.

وفيه ثار العبيد الذين بطنجة على قائدهم الشيخ وقائد الأحرار ابن عبد المالك وراموا قتلهما فهربا لآصيلا، ثم راجع العبيد أنفسهم وقبضوا على الفعلة ووجهوا بهم للمترجم فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ثم تفاحش ضرر العبيد بالثغور.

وفى آخر العام نهض المترجم من مراكش وسار إلى أن حل برباط الفتح فوجه للعبيد البغال والجمال، وكتب لهم يأمرهم بالنهوض من الثغور والتخييم بدار اعربى (١)، وواعدهم بتوجيه بغاله إليهم بمجرد وصولهم لمشرع الرمل يحملون عليها أولادهم وأثقالهم إلى مكناسة محل استقرارهم، ولما بلغهم الكتاب المذكور فرحوا واستبشروا، ولما نزلوا بدار اعربى أغرى عليهم بنى حسن وأهل الغرب ونهض هو في القبائل الحوزية ونزل بسوق الأربعاء على مقربة منهم، ومن الغد وجه سفيان وبنى حسن وبنى مالك والخلط وطليق بمحلتهم، وقال لهم: انزلوا على العبيد واجعلوهم وسط محلتكم واستسلموا منهم الخيل والسلاح ثم اقتسموهم كل واحد منكم يأخذ عبدًا وأمة وأولادهما، العبد يحرث ويحصد، والأمة تطبخ وتعجن وتسقى وتحتطب، والولد يسرح، فخذوهم (٢) بارك الله لكم فيهم، فاركبوا خيلهم، واحملوا سلاحهم والبسوا ثيابهم، وكلوا ما عندهم، فأنتم عسكرى (٣).

ففعلوا بهم ذلك عقوبة لهم على ما أجرموا، وانقلب صاحب الترجمة للرباط، وفرق العبيد الذين كانوا عفا عنهم وردهم وكساهم وسلحهم وأعادهم للجندية وفرقهم في الثغور، فانكسرت شوكتهم وصلحت أحوالهم.


(١) في الاستقصا ٨/ ٤٨: "بدار عربى".
(٢) في الاستقصا: "فحذوهم وتقلدوا سلاحهم".
(٣) الاستقصا ٨/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>