بلى إن فقدان الحبيب بلية ... وكم من كريم يبتلى ثم يصبر
هـ.
وفى نزهة الحادى وغيرها أن الشريف الرشيد غير من الزاوية الدلائية المحاسن، وصير محاسن معينها العذب آسن، وصحبها حصيدا كأن لم تغن بالأمس، وكانت مشرقة إشراق الشمس، فمحت الحوادث ضياءها، وقلعت ضلالها وأفياءها، وقد أطال فانظر بقية كلامه.
وكان ممن حضر هذه الحادثة الإمام أبو على الحسن بن مسعود اليوسى ورثى هذه الزاوية بقصيدته الرائية الشهيرة المشتملة على جودة الرثاء المقصود، والتأسف على فوات حسن الحال المعهود، والتحنن إلى معاهد تلك الأطلال، والتشوق لمن كان بها من القطان والآل، والتنبه إلى الدهر والبائه، وتقلبه بأهله وأبنائه. والتأسى بذى التصبر لصروفه، والتسلى بما بيديه من نكره عن معروفه، وعدم الاهتبال بما يحدثه من الحوادث وترك الركون لنعيمه الحادث، وعدم الثقة بود بنيه، وتلون شيم أهله وذويه، ورفع الهمة عنهم ثقة بالمولى، فيما لابد وأولى، والتخلى عن خلل الخزايا والكبائر، والتحلى بحلل المزايا والمثاثر، والترقى في أدراج خير السجايا لإدراك المعالى والمفاخر، إلى غير ذلك من الأخلاق والأوصاف الحسان. التي