على ذلك، إلا أن فريقا وجه إلى السلطان يستقدمه لزاويتهم ظنا منهم أنهم سينالون شيئًا من السبى فأجابهم إلى ذلك، ومر في طريقه على جبل الحديد فأخذه عنوة، ثم قصد ابن أبي بكر والتقى الفريقان ببطن الرمان غرة عام ١٠٧٩، إلا أن أولئك الأشياخ الذين كانوا يقبضون الأموال من الرشيد احتالوا في قبض ابن أبي بكر وسلموه لعدوه فعفا عنه، ووجهه إلى فاس ومنها إلى تلمسان حيث قضى نحبه يوم ١٥ ماى ١٦٧١، ثم إن الملك قضى فصل الشتاء كله في الزاوية هـ الغرض.
وما زعمه من الاحتيال في قبض ابن أبي بكر والإتيان به للمترجم يفنده ما في البدور الضاوية نقلا عن الأزهار الندية ونصه: ذكر لنا بعض الأثبات أن السلطان الرشيد لما قدم الزاوية الدلائية بقصد الاستيلاء عليها، لقبه الأمير أبو عبد الله محمد الحاج وكان متناهيا في السن، فقال له: ما تريد؟ فقال له: الملك، فقال له: هو الآن في محله فباعه ودفع له مالا فقبض منه المال. وألان له في المقال. وذهب بأهله وحشمه إلى تلمسان هـ.
وقال نقلا عن تحفة المعاصر ما نصه: أخبرنى الشريف البركة الخير المرابط سيدى أحمد بن عبد القادر القادرى الحسنى ثم الفاسى أنَّه كان بها يعنى الزاوية الدلائية حين دخول السلطان الرشيد إليها حاضرًا، وكنت ممن لفظته يد الاكتئاب، ورمت به قوس المحن والاغتراب، لما شاهدت يومئذ من تغير الأحوال، وكثرة الأحزان والأهوال، إلى تادلا فلما وصلت الصومعة منها ولقيت الفقيه الصالح سيدى عبد الرحمن بن إسماعيل والد الفقيه العلامة الولى الصالح سيدى محمد ابن عبد الرحمن صاحب سيدى أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الفاسى رحمهم الله تعالى وسألنى عن خبر الزاوية المذكورة وأهلها وما فعل