وأمَّا يونسُ فيجعلُه على تعليقِ الفعلِ كتعليقهِ إذا قُلتَ: أشهدُ لزيدٌ خيرٌ منك.
وأمَّا سيبويه فيجعلُ الضمَّة ضمَّةَ بناءٍ, وهو على معنى: الذي, فلا بُدَّ له من حذفِ: هُوَ.
ففيه الاختلافُ على هذه الأوجُهِ الثلاثة, والذي عندي أنَّ قولَ الخليلِ جائزٌ حسنٌ, وكذلك مذهبُ سيبويه.
وأما مذهبُ يونسَ فلا يجوزُ ألبتةَ؛ لأنَّ (اضربْ) وما جرى ماجراه من (يَنْزَعُ) ليس من الأفعال التي تُعلَّقُ؛ لأنه لا يصحُّ أنْ يكون معناها في الجملةِ التي هي اسمٌ وخبرٌ كما يصحُّ في العلم وأخواته؛ وذلك أنَّها إذا ألغيتْ؛ بقيت الجملةُ التي معنى الفعل فيها يعملُ بعضُها في بعضٍ, وليس كذلك: اضربْ وأخواتُها.
وأنشدَ الخليلُ في صحةِ مذهبه قولَ الأخطلِ:
(ولقد أبيتُ من الفتاةِ بمنزلٍ ... فأبيتُ لا حَرجٌ ولا مَحرومُ)