إليك) فاسم الله مبتدأ, و «يشهد» الخبر. وكان أصلها [لكن] مشددة تنصب, كما قال الله تعالى:(ولكن الله يفعل ما يريد) , فإذا خففت بطل النصب لارتفاع المشابهة بينها وبين الفعل. فإذا ارتفعت صارت حرف ابتداء, وإذا صارت حرف ابتداء ارتفع ما بعدها بالابتداء والخبر. فلذلك سميت هذه الحروف الخمسة عشر المشروحة حروف ابتداء لوقوع المبتدأ بعدها. وبالله التوفيق.
***
[قال الشيخ رحمه الله]: وأما قولنا: «ومنها عشرة للعطف وهي: الواو, والفاء, وثم, وأو. وإما - مكسورة مكررة, وأم, وبل, ولكن بعد النفي, ولا بعد الإيجاب, وحتى في أحد أقسامها. سميت بذلك لأنها تدخل ما بعدها في إعراب ما قبلها وتعطفه عليه».
فإن معنى «الواو» الجمع بين الشيئين, وليس فيها دليل على الأول منهما, مثالها: قام زيد وعمرو, ورأيت زيدًا وعمرًا, ومررت بزيدٍ وعمروٍ. وللواو ستة أقسام. هذا أحدها, أعني العطف, وهي الجامعة العاطفة. والثاني: أن تكون جامعة غير عاطفة, وهي التي تكون بمعنى «مع» , تنصب ما بعدها من الأسماء. ومثالها: استوى الماء والخشبة, وجاء البرد والطيالسة, أي مع الطيالسة. الثالث أن تكون قسمًا فتجر المقسم به, نحو: والله لأفعلن. الرابع: أن تكون واو حال, مثاله: جاء زيد وهوي ضحك, وقد ذكرت. الخامس أن تكون