الوله لأنه يوله إليه في الحوائج وعند الشدائد التي توله أي تذهب العقل وإما من ألهت العين تأله إذا حارت فيراد به أنه يحار في أمره وعجائبه ثم أبدلت من الهمزة اللام فقالوا الله وكأنهم لما قالوا الله جعلوا الألف واللام بدلاً من الهمزة هكذا عبارة المتقدمين ويجوز أن تكون حركة الهمزة ألقيت على اللام فقيل أللاه وهي لغة كثيرة وبها قرأ ورش (١) عن نافع في مواضع كثيرة من القرآن وقال الشاعر:
وجدت أبي قد أورثه أبوه خلالً قد تعد من المعالي
ثم أدغموا اللام الأولى في الثانية فقالوا الله وهذا أقيس من أن يكونوا حذفوا الهمزة من غير أن ينقلوا حركتها إلى اللام وإنما ذكرت ذلك لأن الأسماء قد تجيء فيما يختص بشيء ليس هو لغيره فيجوز أن تكون مهيمن اختص بأن هاءه بدل من همزة أفعل كما خص اسم الله سبحانه بهذا التغيير وإنما كان ينبغي أن يجعل نون مهيمن بدلاً من ياء لو كانوا استعملوا المهيمي في صفات الله ﷿ ولم يفعلوا ذلك ولم تجدهم بنوا
(١) قال في النشر ج ص ٤٠٢ باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وهو نوع من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب اختص بروايته ورش بشرط أن يكون آخر كلمة وأن يكون غير حرف مدوان تكون الهمزة أول الكلمة الأخرى سواء كان ذلك الساكن تنوينًا أو لام تعريف أو غير ذلك فتحرك ذلك الساكن بحركة الهمزة وتسقط هي من اللفظ لسكونها وتقدير سكونها. وتتمة البحث في الموضع المذكور وفي ص ٤٠٨ وفي الاتحاف ص ٥٩ ونافع ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم أحد القراء السبعة ثقة صالح أصله من اصبهان وكان اسود اللون حالكا وإليه صار قراءة أهل المدينة وبها تمسكوا إلى اليوم وتوفي سنة ١٦٩ وقيل أقل وقيل أكثر وورش عثمان ابن سعيد بن غزوان مولاهم القبطي المصري شيخ القراء وإليه انتهت رئاسة الإقراء =