للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مهيمنًا (١) وفي الرفع والخفض هذا مهيم مثل قاض في الحكم ولو رخموه ترخيم التصغير لقالوا همي ولو فعلوا ذلك بمهيمن من صفات غير الله سبحانه لقالوا همين فأما هميان (٢) فاشتقاقه من الهمى النون فيه زائدة لأن فعلانا أكثر من فعيال والهمى أكثر من الهمن ويقال هم بهيمان كذا أي بإزائه قال الشاعر أنشده أبو عمرو الشيباني:

وماشن من وادي الفتين مشرقًا … فهميانه لم ترعه أم كاسب (٣)

وإنما قالوا للذي يشد في الوسط هميان لأنه يكون بازاء وسط الإنسان فلو جعل اشتقاق هميان من الهمن لكان في الأصل موافقًا لمهيمن فكانا يستويان في ترخيم التصغير فمهيمن إن كان من الهمن أو من الأمن والأمانة فوزنه مفيعل وهو قول المتقدمين


(١) كذا في الأصل والظاهران تكون مهيميا
(٢) قال في المصباح الهيمان كيس بجعل فيه النفقة ويشد على الوسط وجمعه هما بين قال الأزهري وهو معرب دخيل في كلامهم ووزنه فعيال وعكس بعضهم فجعل الياء أصلا والنون زائدة. وقد ذكره الجوهري في همى فقط وذكره في اللسان والقاموس في همي وهمن إشارة للقولين
(٣) هذا البيت رواه في معجم البلدان عن نوادر أبي عمرو الشيباني في مادة الفتن روايته وادي الفتيين والظاهر أن إحدى الياءين زائدة لأن راء مشرقًا عليها شدة ولا يستقيم مع التشديد إلا بحذف إحدى الياءين ثم قال في تفسيره. أم كاسب امرأة وهيمانه جباله وماشن. ما انفراد ولم أجد من ذكر هيمان بمعنى ازاء وأبو العلاء كما قلنا ممن يوثق بنقله وأبو عمرو واسحاق بن مرار الشيباني الكوفي كان رواية أهل بغداد واسع العلم باللغة والشعر كثير السماع قصر به عند العامة أنه اشتهر بالنبيذ قيل كان معه من السماع والعلم عشرة اضعاف ما كان مع أبي عبيدة توفي سنة ٢٠٥ وله كتب مذكورة في البغية ص ١٩٢ والفهرست ص ١٠١

<<  <  ج: ص:  >  >>