للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما هو جمع قلة وإنما كان يجب ضربت قلوها ومثله قول الآخر: (١)

دعاني من نجد فإن سنينه … لعين بنا شيبًا وشيبننا مردا

فإذا كانت النون في آخر الاس وليس قبلها ألف ولا واو ولا نون فهي من الزيادة أبعد وإنما تجيء مزيدة في أشياءً قليلة وليس زيادتها بمجمع عليها كقولهم الفرسن وعندهم أنه فعلن وأنه من الفرس (٢) وكقولهم امرأة سمعنه نظرته وهو من السمع والنظر (٣) وكقولهم في الرجل خلفنة أي خلاف (٤) فمن حمل القياس على ما أصله المتقدمون لم يجز له أن يجعل نون مهيمن زائدة ولا مبدلة من ياء لأن حروف الأبدال أحد عشر حرفًا يجمعها قولك يوم نطؤها تجد (٥) وليس تبدل النون من الياء على هذا الشرط (٦) ولا امنع أن يخالف الأول مخالف إذا أقام الحجة وأبان الدليل ولو بنوا من همي يهمي مثل مفيعل لقالوا في النصب رأيت


(١) هو الصمة بن عبد الله القشيري من مضر من شعراء العصر الأموي وكان بدويًا غزلاً متيمًا سكن بادبة العراق وانتقل إلى الشام ثم خرج غازيًا فمات في طبرستان سنة ٩٥ والشاهد في البيت أنه جمع بين النون والإضافة في سنينه كقول الراجز قلينها والصحيح أن هذا مقصور على السماع
(٢) الفرسن للبعير كالحافر للدابة قال ابن السراج النون زائدة لأنه من فرست وقد حكاه سيبويه في الثلاثي فهو فعلن ونقل في اللسان أن النون أصلية
(٣) امرأة سمعنة بضم السين والعين وتشديد النون وبكسر السين وفتح العين مع تشديد النون وتخفيفها ومثلها نظرته أي جيدة السمع والنظر أو مستمعة سماعة وفيها لغات أخرى
(٤) في اللسان والنون زائدة
(٥) في المفصل بجمعها قولك استنجده يوم ثال زط
(٦) أي على قول المتقدمين لأنهم يبدلون النون من الواو واللام ولم يبدلوها من الياء كما في شروح الشافية وقوله على هذا الشرط أي قول المتقدمين

<<  <  ج: ص:  >  >>