للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حاضر معه يكتب عليه ما فيه ثواب أو عقاب (حل) عن ابن عمر بن الخطاب (الحكيم) الترمذي (عن ابن عباس)

(أن الله تعالى غيور) فعول من الغيرة وهي الحمية والأنفة وهي محال عليه تعالى فالمراد لازمها وهو المنع والزجر عن المعصية (يحب الغيور) أي في محل الريبة (وأن عمر غيور) أي عمر بن الخطاب كثير الغيرة في محل الريبة فالله يحبه لذلك قال العلقمي قال في النهاية غيور فعول من الغيرة وهي الحمية والأنفة يقال رجل غير وامرأة غيور بلا هاء (رسته) بضم الراء وسكون المهملة وفتح المثناة الفوقية عبد الرحمن الأصبهاني (في) كتاب (الإيمان له عن عبد الله بن رافع مرسلاً

• (أن الله تعالى قال من عاد إلى ولياً) المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته قال الكرماني قوله لي هو في الأصل صفة لقوله ولياً لكنه لما تقدم صار حالاً وقال ابن هبيرة في الإفصاح قوله عاد إلى أي اتخذه عدواً ولا أدري المعنى إلا أنه عاداه من أجل ولايته وهو وإن تضمن التحذير من إيذاء قلوب أولياء الله ليس على الإطلاق بل يستثنى منه ما إذا كانت الحال تقتضي نزاعاً بين وليين في مخاصمة أو محاكمة ترجع إلى استخراج حق أو كشف غامض فإنه جرى بين أبي بكر وعمر مشاجرة وبين العباس وعلي إلى غير ذلك من الوقائع اهـ قال في الفتح وقد استشكل وجود أحد يعاديه أي ولي الله لأن المعاداة إنما تقع من الجانبين ومن شأن الولي الحلم والصفح عمن يجهل عليه وأجيب بأن المعاداة لم تنحصر في الخصومة والمعاملة الدنيوية مثلاً بل قد تقع عن بغض ينشأ عن التعصب كالرافضي في بغضه لأبي بكر والمبتدع في بغضه السني فتقع المعاداة من الجانبين أما من جانب الولي فلله تعالى وفي الله وأما من جانب الآخر فلما تقدم وكذا الفاسق المتجاهر يبغضه الولي في الله ويبغضه الآخر لإنكاره عليه وملازمته لنهيه عن شهواته وقد تطلق المعاداة ويراد بها الوقوع في أحد الجانبين بالفعل ومن الآخر بالقوة (فقد آذنته بالمد وفتح المعجمة بعدها نون أي أعلمته والإيذان الإعلام (بالحرب) قال في الفتح واستشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق وأجيب بأنه من المخاطبة بما يفهم فإن الحرب ينشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله تعالى لا يغلبه غالب فكان المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه فأطلق الحرب وأراد لازمه أي اعمل به ما يعمل العدو والمحارب قال الفاكهاني في هذا تهديد شدي لأن من حاربه الله أهلكه وهو من المجاز البليغ لأن من كره من أحب الله فقد خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة فمن والى أولياء الله أكرمه الله وقال الطوفي لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله (وما تقرب إليّ عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>