قلت:"ليس الطريق هنالكِ! "، ما علاقة اليمامة بالطريق بين مكة والمدينة؟ ثم بطن مرّ أي مرّ الظهران من ضواحي مكة، وهو على خمسة أميال من مكة كما نقل المحقق من ياقوت، وعلى أثنين وعشرين كيلًا شمال مكة، كما في معجم المعالم الجغرافية للسيرة النبوية (ص ٢٨٨)، فكيف يكون المقصود بالمعلاة التي سار منها الكاتب إلى بطن مرّ: الموضع الواقع بين مكة وبدر، وبدر تبعد عن مكة بثلاثمائة وعشرة أكيال؟
وإنما المقصود بالمعلاة "هو القسم العلوي من مكة المكرمة. ويطلق اليوم على حيّ وسوق بين الحجون والمسجد الحرام. وغالبًا ما يطلق على مقبرة مكة التي صارت تعرف بالمعلاة لوقوعها في هذا الحيّ". لوقوعها في هذا الحيّ". معجم معالم الحجاز (٨/ ٢٠١).
أما الذي ذكر ياقوت أنه بين مكة وبدر، فهو موضع آخر، وعلق عليه صاحب المعجم المذكور بقوله: "لعله يقصد بين المدينة وبدر، وهو ما تقدم معنا باسم المعلّى". وقال في رسم المعلّى: "عين مندثرة بوادي الصفراء بين الواسطة والحمراء". معجم معالم الحجاز (٨/ ٢٠١). وقال الأستاذ حمد الجاسر: "ولا شك أن كلمة مكة هنا خطأ، والصواب المدينة إذ الأثيل بعد بدر إلى المدينة". أنظر: كتاب الطريق (ص ١٧٥ الحاشية).
ص ٢٦٦ - ٢٦٧: ثم قال "ومنها إلى عُسفان ... ومنها إلى الحليفة ... ومنها إلى خيمتي أم معبد ... ". وقال المحقق في تعليقه على الحليفة: "في الأصل الكلمة محرفة جاءت هكذا (الخليصة)، ولعلها الحليفة. والحليفة قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ... ".
قلت: عٌسفان على ٨٠ كيلًا من مكة شمالًا على طريق المدينة، وبعدها الموضع المذكور. ثم ذكر الزائر خيمة أم معبد، فالجحفة، فالأبواء، فسقيا يزيد، فالعرج، فالروحاء، ثم المدينة. فإن صح ما ذهب إليه المحقق، فذلك