بشار قالوا: حدثنا محمد بن جعفر) غندر (حدثنا شعبة) بن الحجاج (عن سعد بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٣) بابا (قال) سعد: (سمعت) عمي (حميد بن عبد الرحمن) بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (٢) روى عنه في (١٢) بابا (يُحدث عن أبي هريرة) رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من سداسياته (أنه) أي أن الله عزَّ وجلَّ (قال) في الحديث القدسي: (لا ينبغي لعبد لي) .. إلخ، قال أبو هريرة:(يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بضمير أنه قال: (والله تبارك وتعالى لا ينبغي لعبد لي) بنصب لفظ الجلالة على أنه مفعول يعني وفاعله ضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم أي لا يصلح ولا يليق ولا يجوز لعبد لي بالتنوين والتنكير أي لعبد من عبادي أيًا كان نبيًّا كان أو مرسلًا أو ملكًا أو غيرهم (وقال ابن المثنى) في روايته العبدي) بإضافته إلى ياء المتكلم وهو الله تعالى في هذه الرواية، ويحتمل أن تكون الإضافة غير محضة بجعل العبد صفة مشبهة أي لشخص متصف بعبوديتي أي بكونه عبدًا مخلوقًا لي، ويصح أن تكون الإضافة محضة معزفة أي لعبدي المكرم المشرف عندي كالأنبياء والمرسلين فغيرهم من باب أولى في المنع من هذا القول نظير قوله تعالى {إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِمْ سُلْطَانٌ}[الحجر: ٤٢] أي عبادي المكرمين عندي والمشرفين لدي وقد شهد لهذا المعنى ما قد روي في كتاب أبي داود في هذا الحديث دالا ينبغي لنبي أن يقول أنا خير من يونس أخرجه برقم [٤٦٧٠] كما قد روى أيضًا ما يشهد لتنكير عبد في كتاب مسلم "لا أقول إن أحدًا أفضل من يونس" رواه برقم [٢٣٧٣] وعلى هذا يقيد مطلق الرواية الأولى بمقيد هذه الرواية فيكون معناه لا ينبغي لعبد نبي أن يقول أنا خير من يونس وهذا المعنى هو الأولى لأن من ليس بنبي لا يمكنه بوجه أن يقول أنا أفضل من النبي لأنه من المعلوم الضروري عند المشرعين أن درجة النبي لا يبلغها ولي ولا غيره وإنما يمكن ذلك في الأنبياء لأنهم صلوات الله وسلامه عليهم قد تساووا في النبوة وتفاضلوا فيما بينهم بما خص به بعضهم دون بعض فإن منهم من اتخذه الله خليلًا، ومنهم من اتخذه حبيبًا، ومنهم أولو العزم،