تشبيه للرائحة فإذا حُملت (أو) على معنى الواو الجامعة استقام التشبيه للرائحة والإخبار عن وجدان برودة اليد التي تكون عن صحة العضو، ويحتمل أن يريد بالبرودة برودة الطيب فإنهم يصفونه بالبرودة كما قال الشاعر الأعشى:
وتبرد برد رداء العرو ... س في الصيف رقرقت العبيرا
(كأنما أخرجها) أي كأنما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم يده الشريفة (من جؤنة عطار) أي من شنطة العطار ووعاءه في فوح رائحة الطيب منها خلقة لا تطيبًا (والجؤنة) بضم الجيم وسكون الهمزة وفتح النون هي سفط يحمل فيه العطار متاعه، قال الحربي: وهو مهموز وقد يُسهل، وقال صاحب العين: هي سليلة مستديرة مغشاة أُدمًا اهـ من المفهم. والسليلة: السلة وهي الزنبيل المتخذ من خوص النخل أو من قديد قصب البوص، والعطار هو من يبيع العطر وهو من صيغ النسب لا للمبالغة كالتمار لمن يبيع التمر مثلًا.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث جابر بن سمرة بحديث أنس رضي الله عنهم أجمعين فقال:
٥٩٠٠ - (٢٣٠٦)(٦١)(وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان) الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة نسبة إلى ضبيعة لأنه نزل فيهم أبو سليمان البصري، صدوق، من (٨) روى عنه في (٨) أبواب (عن ثابت) البناني (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته (ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له حدثنا هاشم يعني ابن القاسم) بن مسلم بن مقسم الليثي مولاهم أبو النضر البغدادي، ثقة، من (٩) روى عنه في (١٠) أبواب (حدثنا سليمان وهو ابن المغيرة) القيسي البصري، ثقة، من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (عن ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة، من (٤)