للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "عُصَيبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيتَ الأَبْيَضَ. بَيتَ كِسْرَى. أَوْ آل كِسْرَى". وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِن بَينَ يَدَي السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ". وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "إِذَا أَعْطَى اللهُ أَحَدَكُمْ خَيرًا فَليَبْدَأ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيتِهِ". وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "أَنا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ"

ــ

فقلت له لا تبك عينك إنَّما ... نحاول ملكًا أو نموت فنعذرا

وقد دلت على هذا المعنى الرِّواية الأخرى وهي قوله لا يزال هذا الأمر قائمًا عزيزًا إلى اثني عشر خليفة من قريش يعني به أنَّه لا تزال عزة دين الإسلام قائمة إلى اثني عشر خليفة من قريش اهـ من المفهم (وسمعته) صَلَّى الله عليه وسلم أيضًا (يقول عصيبة) تصغير عصبة وهي الجماعة القليلة من النَّاس قيل: أقلهم أربعون ويحتمل أن يكون هذا التصغير للمفتتحين لقلة من يباشر فتح البيت أي بيت كسرى وسوغ الابتداء بالنكرة وصفه بقوله (من المسلمين) وخبره جملة قوله (يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو) قال بيت (آل كسرى) بالشك من الراوي والبيت الأبيض لقب لقصر كسرى وكسرى لقب لكل من ملك الفرس ووصفه بالأبيض لأنَّه كان مبنيًّا بالجص ومزخرفًا بالفضة وهذا من معجزاته صَلَّى الله عليه وسلم الظاهرة فإن المسلمين قد فتحوا بلاد فارس واستولوا على مملكة كسرى في زمن عمر رضي الله عنه وقد كانوا قليلًا بالنسبة إلى جيوش الفرس ولعلّه صَلَّى الله عليه وسلم أراد بالبيت الأبيض قصر الأكاسرة المشهور وكان من العجائب (وسمعته يقول: إن بين يدي الساعة) أي قدام الساعة (كذابين) دجالين (فاحذروهم) أي احذروا واجتنبوا عن اتباعهم فيضلوكم (وسمعته يقول: إذا أعطى الله أحدكم خيرًا) أي مالًا (فليبدأ) في الإنفاق (بنفسه وأهل بيته) أي زوجته (وسمعته يقول أنا الفرط) أي السابق لكم إلى الآخرة المنتظر لكم (على الحوض) لسقيكم منه قوله (يفتتحون البيت الأبيض) وقد افتتحت قصور كسرى في خلافة عمر بيد سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهما ويروى أن سعد بن أبي وقاص خاض دجلة وهي مطلع إلى دار كسرى فما بلغ الماء إلى حزام الفرس وما ذهب معه من المسلمين إلى شيء ووجدوا قبابًا مملوءة سلالًا فيها آنية الذَّهب والفضة ووجدوا كافورًا كثيرًا فظنُّوه ملحًا فعجنوا به فوجدوا مرارته وكان في بيوت كسرى ثلاثة آلاف ألف ألف ألف دينار ثلاث مرات قوله (إن بين يدي الساعة كذابين) يفسره الحديث الآخر الذي قال فيه (لا تقوم الساعة حتَّى يخرج ثلاثون كذابون

<<  <  ج: ص:  >  >>