للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَال: فَدَعَا عَلَيهَا حَتَّى مَلأَ الْقَوْمُ أَزْودَتَهُمْ،

ــ

الصاد ويجوز كسرها وضمها اهـ أبي.

وفي المختار مَصَّ الشيء يمصه بالفتح مصًا وامتصه أيضًا والتمصص المص في مهلة، وأمصه الشيء فمصه والمصمصة المضمضة ولكن بطرف اللسان والمضمضة بالفم كله وفي الحديث: "كُنَّا نمصمص من اللبن ولا نمصمص من التمر" اهـ.

(قال) أبو هريرة (فدعا) رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم (عليها) أي على تلك الأزودة المجموعة البركة، أي دعا الله عزَّ وجلَّ إنزال البركة وجعلها فيها والبركة كثرة الشيء معنى لا حسًّا.

وقوله (حتَّى ملأ القوم) غاية لمحذوف دل عليه ما سيأتي في الرّواية الآتية تقديره، فدعا عليها ثم قال خذوا منها في أوعيتكم فأخذوا منها في أوعيتهم حتَّى ملأ القوم أوعية (أزودتهم) الفارغة من الزاد، فالكلام على حذف مضاف ففيه مجاز بالحذف فالعلاقة المحلية.

قال القرطبي: قوله (حتَّى ملأ القوم أزودتهم) هكذا الرِّواية وصوابه مزاودهم فإنَّها هي التي تملأ بالأزودة، وهي جمع زاد: وهو ما يحمله المسافر معه في السَّفر من الطَّعام والماء والمزاود جمع مزادة: وهي ما يحمل فيه الزاد من الأوعية والأزودة لا تملأ بل إنَّما تُملأ بها أوعيتها فسمى المزاود أزودة لأنها تُجعل فيها على عادتهم في تسمية الشيء باسم محله كقولهم: سأل الوادي، وإنَّما السائل السيل لا الوادي، وقد عبر عنها في الرِّواية الأخرى بالأوعية اهـ بتصرف.

قال ابن الصلاح: الأزودة جمع زاد: وهي لا تملأ إنَّما تُملأ بها أوعيتها قال: ووجهه عندي أن يكون المراد حتَّى ملأ القوم أوعية أزودتهم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه اهـ.

قال القاضي عياض: قوله (أزودتهم) كذا الرِّواية وهي جمع زاد ولعلّه مزاودهم كما قال في الآخر أوعيتهم، أو يكون من تسمية الشيء باسم ما يحله كتسمية النساء ظعائن، وإنَّما الظعائن الهوادج التي تحملهن، وتسمية الأسقية الروايا، وإنَّما الروايا الإبل التي تحملها، قال الأبي: فيكون من مجاز المجاورة.

قال القاضي عياض: تكثير القليل من أعلام نبوته صَلَّى الله عليه وسلم المتواترة،

<<  <  ج: ص:  >  >>