للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عَنْ أَنَس. قَال: وَاصَل رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي أول شَهْرِ رَمَضَانَ. فَوَاصَلَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ. فَقَال: "لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْرُ لَوَاصَلْنَا وصَالًا، يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ. إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِثْلِي. (أَوْ قَال: ) إِنِّي لَسْتُ مِثلَكُمْ. إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي"

ــ

البناني (عن أنس) بن مالك البصري.

وهذا السند من خماسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون وغرضه بسوقه بيان متابعة حميد الطويل لسليمان بن المغيرة.

(قال) أنس: (واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان) قال النواوي: كذا هو في كل النسخ التي ببلادنا وكذا نقله القاضي عن أكثر النسح قال: وهو وهم من الراوي وصوابه (آخر شهر رمضان) وكذا رواه بعض رواة صحيح مسلم وهو الموافق للحديث الذي قبله ولباقي الأحاديث اهـ.

وقال الزرقاني في شرح المواهب: يمكن تصحيح هذه الرواية بأنه واصل في أوله يومين وثلاثًا وفي آخره كذلك فحكى وصاله في أوله وهو لا يدل على أن ناسًا تبعوه لاحتمال أنهم انتظروا وصاله ثانيًا اهـ فتح.

(فواصل ناس من المسلمين فبلغه) صلى الله عليه وسلم (ذلك) أي وصالهم (فقال: لو مد لنا الشهر) وكمل ولم يكن ناقصًا (لواصلنا) بهم (وصالًا يدع) أي يترك بسببه (المتعمقون) أي المتشددون (تعمقهم) أي تشددهم في الدين (إنكم) أيها المسلمون (لستم مثلي) في القدرة على الوصال (أو قال) النبي صلى الله عليه وسلم أو الراوي والشك من الراوي أو ممن دونه: (إني لست مثلكم إني أظل) بفتح الهمزة والظاء المعجمة مضارع ظللت من باب علم إذا عملت بالنهار وهي محمولة على معنى مطلق الكون لا على حقيقة اللفظ من الكون في النهار لأن المتحدث عنه هو الإمساك في الليل لا نهارًا وأكثر الروايات إنما هي (أبيت) وكأن بعض الرواة عبر عنها باظل نظرًا إلى اشتراكهما في مطلق الكون يقولون كثيرًا أضحى فلان كذا مثلًا ولا يريدون تخصيص ذلك بوقت الضحى ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} فإن المراد به مطلق الوقت ولا اختصاص لذلك بنهار دون ليل والظاهر هنا كونهما بمعنى صار أو كان وجملة قوله: (يطعمني ربي ويسقيني) خبر ظل ولكنه خبر سببي أي إني أكون مطعمًا إياي

<<  <  ج: ص:  >  >>