١٩٥٥ - (٠٠)(٠٠)(وحدثني أبو الطاهر) أَحْمد بن عمرو بن سرح الأموي المصري، ثِقَة، من (١٠)(أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القُرشيّ المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي (عن) محمَّد (بن شهاب) المدنِيُّ (عن عروة بن الزُّبير) المدنِيُّ الأسدي (قال) عروة (قالت عائشة) أم المُؤْمنين رضي الله عنها. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان مصريان وواحد أيلي، غرضه بسوقه بيان متابعة يونس بن يزيد لعمرو بن الحارث في رواية هذا الحديث عن ابن شهاب، وفائدتها بيان كثرة طرقه، وفيه التحديث إفرادًا والإخبار إفرادًا وجمعًا والعنعنة والقول (والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة) أي والحال أن الحبشة هم جنس من السودان أولاد حام بن نوح - عليه السلام - (يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) جمع حربة وهو الرمح الصغير, وجملة قوله (يسترني بردائه) حال من فاعل يقوم أي يقوم على باب حجرتي حالة كونه يسترني بردائه عن النَّاس (لكي أنظر إلى لعبهم) لا إلى ذواتهم (ثم يقوم من أجلي) أي من أَجل نظري إلى الحبشة (حتَّى أكون أنا) هي (التي أنصرف) وأذهب (فاقدرو) ني أي قيسوني (قدر الجارية) أي قياس الجارية (الحديثة السن) أي القريبة السن حالة كونها (حريصة) أي مقبلة (على اللهو) كثيرة الرغبة والطمع فيه.
قال النواوي: ففي هذا الحديث جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد وأنواع البر، وفيه جواز نظر النساء إلى لعب الرجال من غير نظر إلى نفس أبدانهم، وأما نظر المرأة إلى وجه الرَّجل الأجنبي فإن كان بشهوة فحرام بالاتفاق وإن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففي جوازه وجهان لأصحابنا أصحهما تحريمه لقوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ