لأنس (يا عم) بحذف الياء اجتزاء عنها بالكسر أي يا عمي، وهذا من باب التوقير والتعظيم والإكرام لأنس ولكونه أكبر منه سنًّا مع أن نسبهما مجتمع في الأنصار، لأنه ليس عمه على الحقيقة اهـ عيني (ما هذه الصلاة التي صليتـ) ـها (قال) أنس هي (العصر وهذه) الصلاة المفعولة في هذا الوقت هي (صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصليـ) ـها (معه) صلى الله عليه وسلم قال في الفتح: وإخراج المؤلف لهذا الحديث مشعر بأنه كان يرى أن قول الصحابي كنا نفعل كذا مسند ولو لم يصرح بإضافته إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو اختيار الحاكم، وقال الدارقطني والخطيب وغيرهما: هو موقوف، والحق أنه موقوف لفظًا مرفوع حكمًا لأن الصحابي أورده في مقام الاحتجاج فيحمل على أنه أراد كونه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فدل هذا الحديث على تعجيل النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة العصر في أول وقتها، وفي القصة دليل على أن عمر بن عبد العزيز كان يصلي العصر في آخر وقتها تبعًا لسلفه إلى أن أنكر عليه عروة فرجع إليه كما تقدم، وإنما أنكر عليه عروة في العصر دون الظهر لأن وقت الظهر لا كراهة فيه بخلاف وقت العصر، وقال القاضي عياض: يدل أن تأخيره في حديث عروة المتقدم إنما كان إلى آخر الوقت المختار وهي كانت عادة بني أمية، ويحتمل أنه ليس بعادة له وإنما فعله لمهم شغله من أمور المسلمين، وفيه حجة للتوسعة إذ لم ينكر عليه أنس ذلك، وإنما احتج على أن المبادرة أولى اهـ من إكمال المعلم. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [٥٤٩]، والنسائي [١/ ٢٥٣].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث أنس الأول بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
١٣٠٨ - (٥٨٨)(٢٤٥)(حدثنا عمرو بن سواد العامري) السرحي أبو محمد المصري، ثقة، من (١١)(ومحمد بن سلمة) بن عبد الله (المرادي) الجملي مولاهم أبو الحارث المصري، ثقة، من (١١)(وأحمد بن عيسى) بن حسان المصري المعروف بالتستري لكونه يتجر فيها، صدوق، من (١٠)(وألفاظهم) أي ألفاظ حديثهم (متقاربة)